راشد مسعد البلوي العرب قبل الإسلام قبائل وإمارات متناحرة ففي الشرق إمارة المناذرة التابعة للإمبراطورية الفارسية وفي الغرب دولة الغساسنة الموالية للإمبراطورية الرومانية والجنوب مستعمرة من الأحباش وفي الوسط يعملون في التجارة وأسواق الشعر حيث يقول شاعرهم: ألا لا يجهلن أحد علينا/ فنجهل فوق جهل الجاهليناحتى أتى الإسلام ووحدهم وانتشر في مختلف بقاع الأرض عندما كان الأصل في الدين الإتباع وفي شؤون الدنيا الابتداع وبعد أن زاد التقيد في فروع الدين والجمود في علوم الدنيا صارت الأحداث تدفع العرب للفرقة والعودة إلى العصر الجاهلي ففي الوقت الذي وصل فيه العالم المتطور إلى سطح القمر لايزال العرب في خلاف حول الرؤية العلمية للهلال وبدلاً من الدعوة إلى بناء مرصد على جبال مكةالمكرمة تحت إشراف طاقم من العلماء لمتابعة بداية الشهور الهجرية بطريقة علمية بعيدة عن الشك تجد البعض يشغل الأمة في موضوعات فرعية في الوقت الذي تعرض فيه الشعوب الأخرى صواريخها وصناعاتها الحديثة ويتعاملون فيما بينهم لامتصاص خيرات الشعوب الضعيفة ونشر النعرات العنصرية والمذهبية بين أفرادها حتى عادت حرب داحس والغبراء للصومال وهي الآن في طريقها لليمن وسوريا والغرب يتصارع مع الشرق على المنطقة العربية فإيران تقوم بدور الفرس القديم وأمريكا تمثل دور الروم والشيعة يحلون محل المناذرة أتباعاً للفرس والسنة يحلون محل الغساسنة أتباعاً للروم.وهكذا يعيد التاريخ نفسه إذا لم تستثمر دول مجلس التعاون دعوة حكيم العرب خادم الحرمين عبدالله بن عبدالعزيز بالاتحاد وحل النزاعات الهامشية التي تقف في طريق وحدة الأمة بعيداً عن الخلافات الدينية والعنصرية.