مشهد المدمن الذي يؤديه حبيب الحبيب كل يوم في “واي فاي” في رمضان هذا العام على قناة إم بي سي هو مشهد في غاية الخطورة يسوّق المدمن على أنه ذو الشخصية الظريفة الذي يستمتع بوقته ويُسعد الناس، ويبث هذا في وقت الذروة حيث يشاهده الصغار الذين يتأثرون بهذه النماذج التليفزيونية وتعلق في عقلهم الباطن بطريقة لا يُدركها القائمون على هذا البرنامج، حتى عرض أدوات الإدمان وطريقة استخدامها بهذا الشكل الفج هو أمر في غاية الخطورة. لم تقدم الدراما الأمريكية يوماً شخصية المدمن بهذه الطريقة الظريفة في الأعمال التليفزيونية، يمكن أن تعرج عليها مرور الكرام في أفلام تصنف للكبار ويُحظر على الصغار مشاهدتها مثل فيلم “هانج أوفر”. المشكلة حينما يُقدم حبيب شخصية المدمن بشكل يومي “مقرف” ينتقل لتقديم شخصية الرجل الكهل الذي أثقلته هموم الدنيا وهذا يُحدث ربطا في ذهن الناشئة بأن هذه ممارسة عادية لا تحمل كل هذا الرعب وهذه مغالطة درامية أخرى أشد خطورة. تسطيح مسائل الإدمان بهذا العبث الدرامي يضر ولا يفيد، ويجب أن توضع لعلاج هذه المشكلة ضوابط، وتخضع لاختصاصيين نفسيين واجتماعيين حتى لا نكوي أنفسنا بأيدينا، وأستغرب أن تفوت أمور في غاية الأهمية مثل هذه على مثقف مثل خلف الحربي المشرف على هذا العمل الفني. الآن على السيد الوليد البراهيم رئيس مجلس إدارة القناة أن يُلغي مشاهد الإدمان اليومية المتبقية في هذا الشهر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولنقف صفاً واحداً في وجه هذا الداء الخبيث، وألا يسيل لعاب القنوات الفضائية أكثر من اللازم أمام سيل الإعلانات الهادر في هذا الشهر الفضيل، فمستقبل صغارنا هو أهم من كل هذا الهراء الذي تقدمه قائمة المهرجين الذين بلينا بهم كل عام أمثال حسن البلام وداوود حسين وهيا الشعيبي.