الدراما الخليجية تعيش أزمة حقيقية بعدم استطاعتها الخروج من حالة الحزن التي تصدّرها إلينا كمشاهدين نتابعها بسبب اللغة و»المصير المشترك»! ولا يلزمك الاجتهاد لتعرف أن معظم المسلسلات تركّز الحزن في نفوس المشاهدين وبجرعات عالية منذ أغنية البداية -التي تكون كلماتها طافحة بالألم وموسيقاها كذلك- إلى آخر مشهد في الحلقة الأخيرة -حتى مع انتصار الخير على الشر- من حيث الدموع المنهمرة والموسيقى الحزينة إياها! حالة الحزن الدرامية هذه جعلتني أحملّ المسلسلات الخليجية سبب ارتفاع أسعار المناديل الورقية! بسبب الطلب المتزايد عليها مع كل مسلسل تعرضه الفضائيات! ذاك أن دموع المشاهدين -جراء تأثرهم بجرعات الحزن المركزة في المشاهد المتتالية- يستلزم مسحها بهذه المناديل ما سبّب زيادة في الطلب عليها ومن ثم ارتفاع أسعارها! بالعودة للجد -والجد الله الله عليه- فإن اعتماد الدراما الخليجية على مشاهد استدرار الدموع هو السبب في بزوغ نجم الدراما المدبلجة -التركية خصوصاً- التي نجحت لاعتمادها على عنصر التشويق؛ الممتزج بحبكة درامية متقنة؛ بجانب تطعيم العمل الدرامي بالكوميديا المتسقة مع التسلسل الدرامي للأحداث، وهو العنصر الغائب في الدراما الخليجية التي تتعب عين المشاهد بالديكورات الفخمة والقصور العالية والأزياء العالمية الملونة وأشياء أخرى لن أقولها في رمضان! وليتها تكتفي بذلك بل تزيد غلتها بتحريض العين على الجريان والبكاء! والواقع يقول إنه مع تعدد أشكال الدراما إلا أن المسلسلات الخليجية تلتزم بخطين اثنين لا تبرحهما، فإما حزن خالص «مركّز» لغسل العيون! أو كوميديا تجنح للتهريج والإضحاك على حساب قيمة العمل الفني! فهل لحالة «يا أبيض يا أسود» في الدراما الخليجية نهاية؟!