قبل أيام غضبت خادمة من كفيلها ففصلت رأس طفله البالغ أربع سنوات عن جسده، خادمة أخرى سكبت الماء المغلي على مولودة لم تتجاوز عاماً بعد خلاف مع أمها. بين كل حين وآخر نستيقظ على مثل هذه الأخبار المفجعة والأساليب الإجرامية للانتقام. على الجانب الآخر هناك خادمات يتعرضن للعنف والتعذيب من مكفوليهم الذين بعثوا العبودية والعبيد من جديد لكن تحت مسمى خدم. أول حل لهذه المشكلة هو التفكير في سبب انتشار ظاهرة استقدام الخدم. لم تكن هذه الظاهرة موجودة في المجتمع قبل الطفرة، بل كان بعض الرجال يسافر إلى أقاصي الأرض للعمل؛ فمنهم الحمّال والبنّاء وغير ذلك من المهن اليدوية، والنساء كن يقمن بأعباء المنزل والحياة طوال اليوم بدون كلل أو تراخ. بعد الطفرة ظهرت بعض العادات المجتمعية السيئة منها الاعتماد الكلي على غيرنا لإنجاز المهام الشخصية مما مهّد لاستقدام الخدم بهذا الشكل الكبير. ورغم تناقص الملاءة المالية للفرد بفعل غلاء المعيشة والسكن إلا أن استقدام الخدم انتقل في ثقافة المجتمع من خانة الكماليات إلى الضروريات، لذلك لم يعد غريبا رؤية رب أسرة يقترض وفي نفس الوقت لديه خادمة. القضاء على الظاهرة يتطلب توفير البدائل والتوعية لتغيير العادات السلوكية السلبية، من البدائل توفير مراكز مؤهلة لحضانة الأطفال يضع فيها الأمهات والآباء أطفالهم بشكل يومي أو لساعات كلما أرادوا الخروج لأعمالهم، وإنشاء مؤسسات توفر عاملات بالساعات لتنظيف المنازل. الأهل والمدرسة مطالبون أيضا بتثقيف البنات والأولاد بأهمية تنظيف وترتيب غرفهم وبيوتهم بأنفسهم. النظافة رقيّ وتحضّر فلا تتركوا للخادمات وحدهنّ هذا الشرف.