كل المشروعات الضخمة في إيران تقريباً تم إنشاؤها قبل الخميني أي زمان الشاه كما يقول الإيرانيون عموماً، ومن هذه المشروعات المدينة الإعلامية أو ما يسمى في إيران (جام جام – صدى وسيما)، وهو مجمع في شمالي طهران كان يضم وكالات الأنباء الإيرانية والإذاعات التي تبث بعدة لغات فضلاً عن القنوات التلفزيونية المحلية في حينه، وقد جرى تطويرها لتضم قنوات تلفزيونية فضائية تخدم توجهات السلطة الحالية وبعدة لغات أيضاً من العربية أي «قناة العالم» والإنجليزية إلى لغات أخرى منها التركية والأذرية. المشكلة التي واجهت السلطات أن البث باللغة التركية الأذرية يجب ألا يكون موجهاً لأتراك إيران لأنهم ممنوعون من تعلم لغتهم في المدارس وممنوعون من تسمية قراهم ومدنهم وأطفالهم بأسماء تركية ترتبط بثقافتهم وقوميتهم. وفي نفس الوقت تريد إيران قناة فضائية تركية أذرية ليس لمخاطبتهم بل للتوجه نحو الأتراك في أذربيجان التي تطالب إيران بضمها. المفارقة الصارخة أن هذه القناة تبث بلغة تركية أذرية إيرانية أي لا يفهمها سوى أتراك إيران (الممنوعين من التقاطها) أما أتراك أذربيجان شمال إيران والمفترض أن تكون القناة موجهة لهم فهم لا يستطيعون فهم الأذرية الإيرانية المستخدمة فقط في أوساط الأتراك الأذريين الإيرانيين الذي يزيد عددهم على عشرين مليوناً. وربما نصل إلى يوم تريد فيه إيران مخاطبة العرب باللغة الفرنسية والأتراك باللغة الهندية والهنود باللغة الفارسية، وكما هو الحال اليوم فإن إيران تخاطب الغرب بكل اللغات التي لا يفهمها.