مع ازدياد عدد سكان العالم إلى أعدادٍ فلكيةٍ كبيرةٍ، برزت الحاجة الملحة لمن يداويهم ويمرضهم.فطبيعيٌّ أن تزداد الأمراض بازدياد السكان، وكذلك التمريض. وقد وصل عدد سكان العالم اليوم سبعة مليارات و67 مليونًا! كما تقدر الأممالمتحدة زيادة عدد سكان الأرض بمعدل (79) مليون نسمة سنوياً بين عامي (2005م و2015م). فما هي احتياجات هذه المليارات من التمريض؟ لو قلنا ممرض واحد أو ممرضة لكل ألف شخص لخرجت لنا النتيجة بأكثر من سبعين مليون ممرض وممرضة. ولو قولنا ممرض واحد لكل مائة شخص لكانت النتيجة أكثر من 700 مليون ممرض أو ممرضة. فهل عرفتم الآن حقيقة احتياج العالم أجمع للتمريض، أكثر من أي مهنة أخرى؟ 80% من الخدمات الصحية تقدم من قِبل الكادر التمريضي، الذي يشكل ما نسبته 50% من القوة العاملة الصحية. ولذا وضع ممرض لكل ألف نسمة، أو لكل 500 نسمة، لا يلبي احتياج المجتمعات من التمريض. فكلما ازداد التمريض، قلت الأمراض. وكلما قل التمريض، ازدادت الوفيات. ولذلك ممرض واحد أو ممرضة لكل (مائة) نسمة، هو المعدل المنطقي والمعقول للعناية والاهتمام بالرعاية الصحية للمجتمعات. وفي الهند كانت (ديليب كومار) مسؤول التمريض في وزارة الصحة، قد قالت بأنه ستكون هناك حاجة لمليونين و400 ممرضة بحلول هذا العام، وفقاً لمعدل ممرضة لكل 500 نسمة، وهو عدد سكان دولة!ولنأخذ دولة أخرى وهي السعودية. آخر تعداد سكاني للسعودية هو أكثر من 27 مليون نسمة.فلو حسبنا حاجتنا للتمريض بناءً على نسبة ممرض أو ممرضة لكل مائة نسمة، كانت النتيجة 270 ألف ممرض أو ممرضة، والعدد مرشح للزيادة بزيادة عدد السكان، حيث تشير التقديرات إلى أن سكان السعودية سيصل إلى 45 مليوناً بحلول 2025م. ومع الأسف فإننا نعتمد على استقدام التمريض من مختلف دول العالم، ولكن مع ازدياد حاجة العالم للتمريض لن يكون بمقدورنا استقدام الكوادر التمريضية بسهولة، وسنقع في ورطة، إن لم نعتمد على كوادرنا الوطنية مبكراً. حيث نعتمد حالياً على التمريض من خارج الوطن بنسبة 70%! يقول (نيدهي تشودري) من مكتب منظمة الصحة العالمية في نيودلهي: تُظهر المعطيات أن الدول التي لديها نقص في الموارد البشرية للرعاية الصحية تملك أيضاً أسوأ المؤشرات الصحية، وأعلى الوفيات بين الرضع والأطفال.ومع الأسف بدل أن يعي العالم حاجته الماسّة للكوادر التمريضية، ليبدأ العمل سريعاً على توفيرها، نجده يصرف على التسليح، وأسلحة الدمار، مع إغفال جانب السلم والصحة.