أدى توقيف الشرطة القبرصية شابا لبنانيا يشتبه بتخطيطه لعملية تستهدف مصالح إسرائيلية في الجزيرة المتوسطية، بحسب ما أفادت وسائل إعلام قبرصية السبت الماضي، إلى الدفع ببعض التساؤلات عن طبيعة العملية، والأطراف التي تقف خلفها، كما كان لعاملي الزمان والمكان نصيبهما من هذه التساؤلات. الشاب اللبناني الموقوف، البالغ من العمر 24 سنة، بحسب ما أكد المتحدث باسم الشرطة القبرصية أندرياس أنغيليدس، الذي دخل إلى قبرص سائحا وهو يحمل جوازَ سفرٍ سويديا، متنقلا داخل مدينة ليماسول الساحلية، محاولا التعرف على المناطق التي يتردد عليها السياح الإسرائيليون والحافلات التي يستخدمونها. رجحت بعض الأنباء إنتماءه لحزب الله اللبناني، المؤتمر بدوره لقرار نظام طهران، وهو النظام الذي دانه صراحة رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحه الأخير بعد الكشف عن هوية المشتبه به اللبناني، فيما أسماه ب «الإرهاب الإيراني»، متجاوزا من يفترض فيه أن يكون الجهة المنفذة للعملية في حال لو كتب لها النجاح أي «حزب الله» اللبناني. زاهد جول «الشرق» سألت المحلل السياسي التركي محمد زاهد جول عن الأهداف الكامنة التي كان يسعى المخططون للعملية إلى تحقيقها، باستهداف بعض المصالح الإسرائيلية في قبرص، وما إذا كان توقيت العملية مرتبطا بالتهديدات الإسرائيلية لإيران. اعتبر جول أن العملية «الإيرانية» تقع ضمن سلسلة من العمليات السابقة التي حاول تنفيذها النظام الإيراني ضد أهداف إسرائيلية مختلفة من أذربيجان وبانكوك مرورا بتبليسي إلى نيودلهي. بالتالي فالهدف الإيراني المستجد لم يكن جديدا بصورة أخرى حسب قوله. وعن توقيت العملية رأى الخبير التركي أنه من الممكن أن يكون مرتبطا بالملف النووي الإيراني، الذي لم تكتف ِ إسرائيل بمعارضته بل بالتلويح بشن ضربة جوية عسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية في محاولة نهائية للحيلولة دون إتمام البرنامج النووي لإيران. وفيما يتعلق بسؤال «الشرق» عن مسرح العملية «المفترضة» على الأراضي القبرصية، وهل استشعر المخططون للعملية مسبقا بإمكانية نجاح العملية ضد المصالح الإسرائيلية التي من الممكن استهدافها ب «سهولة» نظرا للحضور الاسرائيلي الطاغي على الجزيرة القبرصية، وخاصة في جزئها اليوناني، الذي يشكل الحليف الجديد للكيان الإسرائيلي في المتوسط بديلا عن «تركيا أردوغان»، أكد زاهد جول أنه من المتصور أن تكون تلك هي القراءة الأولية لمخططي العملية، وإن صح هذا التصور فلا شك أن تلك القراءة الأولية كانت خاطئة من البداية، نظرا لأن الحضور الاقتصادي الإسرائيلي الكثيف في قبرص، يقابله في ذات الوقت وجود مخابراتي إسرائيلي عال ٍ بامتياز، مما ساعد في الكشف عن العملية مبكرا في مراحلها الأولى.