يتوجه محمد زين «الفتى المكاوي» يومياً إلى موقعه المخصص في الساحة الخارجية بقرية الفتاحة ليُعدّ «شاورما مكة أيام زمان» في مهرجان أبها يجمعنا. واعتاد محمد محمد صاحب ال25 ربيعاً على لفح النيران التي ترتفع لتخفي وراءها ذلك الشاب العصامي الذي نقل إحدى وجبات الحجاز الشهيرة وهي «شاورما مكة» المعروفة بمذاقها المختلط برائحة النار ولذة الخلطة الخفية التي يعرف تفاصيلها. وعلى أصوات الزبائن من رجال ونساء وصبية يصنع محمد وجبته لطالبيها، جامعاً من ذلك غلة يوم ليعود بعد حوالى شهر ونصف من الكدح اليومي الذي كان عنواناً بارزاً لقدرة الشاب السعودي على صناعة المذاق والطبخ واقتحام سوق العمل في مهن يتطلبها المجتمع وتضفي على المناسبات مثل مهرجانات الصيف ذائقة خاصة، خصوصاً وأن الصيف يجمع أكثر من شريحة من كل المدن، مما يجعل بضاعة محمد رائجة للجميع من عسير والحجاز ونجد والشمال والشرق. يقول محمد إن الصيف فرصة لممارسة العمل، سواء براتب يتقاضاه أو بكشك يعود ريعه بالكامل له حسب الظروف المتاحة. وأضاف أنه شارك قبل ذلك في القرية الشعبية بالجنادرية لسنوات طويلة، فيما كان يتناقل بين مواقع الفعاليات بمهرجان أبها، حتى استقر صيف العام الحالي في ساحة المفتاحة الخارجية. ويؤكد محمد أن ما يقوم به يجمع ما بين المهنة والهواية وعرض المأكولات الشعبية القديمة للعاصمة المقدسة، مؤكداً أن طريقة إعدادها بإشعال النار هي من تجذب الزبائن صوب كشكه. ويشير إلى أن فرص العمل متعددة للشباب، بيد أن الحاجة ماسّة للبحث والعمل في أي اتجاه، خصوصاً إذا كان للعمل هواية وقبول وأريحية لدى من يعمل، حتى يبدع وينجح فيه. ويتهافت السياح والمصطافون والزوار على الشراء من ابن مكة، لتميز الشاورما التي يعدّها، وباعتباره شاباً سعودياً يستحق الدعم والمساندة. في المقابل، قال سلطان محمد شويل مالك الكشك، إنه دعم الشاب المكاوي، وأنه مستعد لدعم أي طاقات شبابية تقدم أعمالاً بارزة.