الجمالُ آيةٌ عظيمةٌ من آياتِ الله تعالى وإن لم يتفق علماء الجمال على تعريفه أو تحديده.. وفي حديثٍ مع الروائي الأستاذ أسامة السهلي حول أسس الجَمال ومقوماته ومقاييسه المحسوسة والمعنوية قال: من الصعب تفسير الجمال مع أنه موجود من حولنا في كل شيء تقريباً، كالأشجار والطيور والورود والإنسان والحيوان والكواكب والنجوم والبحار والجبال وغيرها مما لا نستطيع حصره. قلت: ولكن ثمة شيء أجمل من كل ما ذكرت. قال: ما هو؟ قلت (النفس) حينما تكون جميلة. قال: ولكن نفسي تكتئب فأحضر لها صوراً من الجمال تنظر إليها فيزول ما فيها. قلت: هذا عندي أنك جعلت من نفسك مبعثاً للجمال فأصبحَتْ ترى كلَّ شيءٍ جميلا، ولا يعني أن ما أحضرته لها كان جميلاً بالضرورة، ثم قلت له: ما أجمل شيء عندك؟ فأجابني من وجهة نظره، ثم سألني: وأنت؟ قلت “الخيل” فعرض علي أشياءَ أخرى أجمل من الخيل، فذكرته بآية كريمة أطلقَ الله تعالى فيها لفظ الجَمال على الأنعام (الإبل والبقر والغنم) ولم يطلقه على غيرها في القرآن العظيم كله. قال تعالى: “ولكم فيها جَمال”. والجَمالُ لا يُطلق فقط على المحسوس، بل على غير المحسوس، كالصبر والصفح والأخلاق وغيرها من أنواع السلوك الإنساني الكريم. قال تعالى: “فصبرٌ جميل”. “فاصفح الصفح الجميل”. “هجراً جميلا”. وثمة آيات أخريات أشار الله تعالى فيها إلى الجَمال بألفاظ مختلفة، كالزينة والزخرف. قال تعالى: “والخيلَ والبغالَ والحميرَ لتركبوها وزينة”. “حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت”. “ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين”. ثم قلت انظر إلى هذا الجمال: “ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم”. ثم اختتمنا حديث الجَمال بنوع من الجَمال لا يتأتى لأحد في الدنيا النظر إليه، أو وصفه أو تشبيهه مُطلقاً، وهو: كمالُ جمالُ الله تعالى..”إن الله جميلٌ يحب الجمال”.