أسرة بسيطة مكونة من رجل وزوجته وأبنائه، وقعت بين رب الأسرة وأحد أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشادة بسبب صوت الأغاني (حسب شهود العيان ورواية وسائل الإعلام)، فركب الرجل سيارته وسار في طريقه وتمت المطاردة من قِبل رجال الهيئة والدوريات الأمنية، ونتج عنها الحادث المميت الذي نتجت عنه وفاة رب الأسرة عبدالرحمن الغامدي، وإصابة زوجته إصابة بالغة قد تبتر يدها، وإصابة أبنائه إصابات بليغة. تم تشكيل لجنة تحقيق بأمر سمو الأمير مشاري بن سعود أمير منطقة الباحة، التي توصلت إلى إدانة دورية الأمن ودورية الهيئة وتحويلهم لهيئة التحقيق والادعاء العام تمهيداً لمحاكمتهم، شرطة منطقة الباحة بذلوا مشكورين جهوداً مميزة شفافة في عرض الحقائق كافة خلال مدة بسيطة، وذكر دورية الأمن في البيان قبل دورية الهيئة يبين أن قيادات الشرطة والأمن العام تسعى للشفافية، ونبذ الأخطاء وتفادي وقوعها وعدم رضاهم على التجاوزات، مع العلم أن الدوريات الأمنية مصرح لها بالمطاردة في بعض الحالات، على عكس هيئة الأمر بالمعروف التي صدرت عدة قرارت تحظر عليهم المطاردة مهما كانت الأسباب، وآخر قرار صدر قبل عدة أشهر. مازالت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعجّ ببعض الأعضاء غير المنضبطين، الذين تعوّدوا على الفوضى السابقة المتمثلة بالمطاردات وإيقاف السيارات بالصدم في مرات كثيرة، والاعتداء بالضرب والاستعانة بالمتعاونين من الشباب الطائش المتحمس، فلم تعجبهم قرارت الشيخ عبداللطيف آل الشيخ التي تسعى لحفظ أرواح الأبرياء وتنظيم عمل الجهاز وانضباط أفراده، طاردوا مواطناً من أجل صوت موسيقى عالٍ وكانت النتيجة وفاة رجل ورُملت امرأة، وقد تواجه عجزاً نتيجة بتر يدها، وأطفال تيتّموا من أجل اندفاع أعضاء طائشين من الهيئة مع أفراد دوريات الأمن. لقد تكررت الأحداث وبلغ السيل الزبى، وضاقت صدور المواطنين والمقيمين بهذه التصرفات التي تجاوزت كل الحدود والمعقول، وما حصل هو جريمة بكل المقاييس يجب أن تُطبق بحق فاعليها أقصى درجات العقاب لكي يعتبر الذين لا يلتزمون بالأنظمة، ويعوا أن حياة الناس ليست رخيصة. الشيخ عبداللطيف آل الشيخ أصدر حزمة قرارات منها منع المطاردات وها هو أمام كارثة لعائلة سعودية، إننا نريد الحزم قبل سقوط عدد آخر من الضحايا.