في الإجازات دائماً يكون الآباء أكثر التصاقاً بأبنائهم، بل كثيرون يبرمجون عطلاتهم السنوية مع إجازات المدارس، ليقضوها مع أبنائهم، سواءً في سفر وتنزه، أو غيره. ومن المهم أن نلفت الانتباه للعناية أكثر بالأبناء، ورعايتهم. قال تعالى: (وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) وقال أيضا: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) صدق الله العظيم. ومن كلام الأقدمين: (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم فإن أولادكم هدية إليكم).إن الأبناء زينة الحياة الدنيا.. ومصدر جمالها ، قال الله تعالى: «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً» ولذا يجب علينا ملاطفة الأبناء والبنات والشفقة عليهم وخفض الجناح لهم والمساوة بينهم في البذل والسخاء ، ولتعلموا أن تربية الأبناء ومحبتهم واجب ديني واجتماعي، فمن قصر في تربية الأمانة سيسألك الله عنها ولو كانت مثقال حبة من خردل، فما بالك تملك جوهرة لا تقدر بمال .. وهي الأبناء، ولذا وجب علينا أن نأمرهم بإتمام الصلاة. وأن نأمرهم بالحسن وبالمعروف. وننهاهم عن القبح والمنكرات، ونكون أمامهم من أهل التواضع.هناك عوامل لنجاح الآباء في كسب حب الأبناء، فهناك بعض الآباء يتناسون أهمية أن يجعلوا أبناءهم يحبونهم ويرتبطون بهم ويصبحوا جزءا من حياتهم اليومية، ومن هذا التباعد الأبوي تنتج الكثير من المشاكل التي تنتج من عدم التفاهم بين الآباء وأبنائهم ، فيجب على الآباء والأمهات الاهتمام بزيادة التواصل بينهم وبين أبنائهم. قد أوضحت بعض الدراسات كيف يمكن للآباء أن يجعلوا أبناءهم يحبونهم من خلال بعض الأفعال البسيطة التي يتبعها في علاقتهم معهم ومنها: تخصيص بعض الوقت مع أولادك سواء بتناول وجبة الغداء خارج البيت. أو ممارسة بعض الرياضة. معهم مثل المشي أو السباحة. أن تنمي داخلهم ثقتهم بأنفسهم وذلك بتشجيعك لهم وتقديرك لمجهودهم الذي يبذلونه .. وليس فقط تقدير النتائج، كما يفعل معظمنا. يمكن للأبوين أن يحتفلوا بإنجازات أبنائهم. ولا تمر عليهم كأنها حدث عادي. لأنها بالنسبة للطفل تكون من أهم أحداث حياته. ويمكن أن تظل معه طول حياته. لذلك لابد أن تحظى بنفس الاهتمام لدى الأبوين. علم أولادك التفكير الإيجابي بأن تكون إيجابيا، فمثلا بدل من أن تعاتب ابنك لأنه رجع من مدرسته وجلس على مائدة الغداء وهو متسخ وغير مهندم. قل له (يبدو أنك قضيت وقتا ممتعا في المدرسة اليوم). أخرج ألبوم صور أولادك وهم صغار واحكي لهم قصصا عن هذه الفترة التي لا يتذكرونها. ذكرهم بشيء قد تعلمته منهم. اجعل أطفالك يختارون بأنفسهم ما يلبسونه. فأنت بذلك توضح كيف أنك تحترم قراراتهم. وقد ذكر القرآن الكريم الكثير من القصص والوصايا، منها (وصية لقمان لابنه)، وقصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل. فيجب التمعن فيها.