أبها – أحمد السلمي الاستشاريون السعوديون المتفرغون في القطاع الخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة في عسير غياب المدارس الأجنبية ووسائل الترفيه زهّد الاستشاريين في قطاع تهامة.. وندرس توفيرها نعاني من معضلة الأراضي لبناء المراكز الصحية في بعض المواقع بسبب مطالب الأهالي مبنى عيادات عسير الجديد سيقضي على طوابير الانتظار قريبا كشف مدير عام الشؤون الصحية في منطقة عسير الدكتور إبراهيم الحفظي، ترسية مستشفيين في المنطقة، الأول في رجال ألمع، والآخر في ظهران الجنوب، بسعة مائتي سرير لكل منهما، مضيفا أنه جرى اعتماد المرحلة الثانية من مستشفى أحد رفيدة بسعة مائة سرير، وكذلك مستشفى خميس مشيط المركزي بسعة 300 سرير، مؤكدا أنه سيتم ترسيتهما قريباً. وأوضح الدكتور الحفظي في حوار مع «الشرق» أن إنشاء مدينة الملك فيصل الطبية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لخدمة المناطق الجنوبية بسعة إجمالية تبلغ 1350 سريرا، قد تمت ترسية المرحلة الأولى منها بإنشاء المستشفى التخصصي بسعة 500 سرير، وبدأ العمل في تسوية الموقع تمهيدا للعمل على إنشائها قريبا. * الشؤون الصحية في عسير مثقلة بجملة من هموم المواطن.. كيف ستتعاملون مع هذه التركة؟ - أنظر إلى تكليفي بهذه المهمة كمكمل لمسيرة زملائي السابقين، وكلي تفاؤل بأن أوفق في أداء عملي، مستعيناً بما وجدته من دعم أمير المنطقة ووزير الصحة ونائبيه. * تسرب الأطباء والجهاز الفني إلى القطاع الخاص.. كيف ستعالجون هذه المشكلة؟ - عمل الاستشاريين السعوديين في القطاع الخاص بتفرغ كامل محدود وهم يعدون على أصابع اليد الواحدة في منطقة عسير، أما من يعمل بصفة نظامية فهم أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وهناك نظام واضح لهم وسيتم تطبيق أنظمته حسب التوجيهات الأخيرة في ذلك. * قطاع تهامة ما زال يعاني من غياب الاستشاريين والكوادر الصحية.. ما السبيل لتلافي هذا العجز؟ - غياب الاستشاريين من مستشفيات تهامة والمستشفيات التي هي خارج المدن له أسباب معروفة في كل المناطق وأهمها عدم وجود المدارس الأجنبية لأبنائهم، إضافة إلى غياب وسائل الترفيه الموجودة في المدن، وسيتم إيجاد الحلول لها، مثل إنشاء مراكز اجتماعية داخل تلك المستشفيات، وإنشاء المدارس الأجنبية حول تلك المستشفيات وهي قيد الدراسة. * في ظل المعاناة الشاقة في تنقل كثير ٍ من الأسر والمرضى لمستشفى عسير المركزي.. لماذا لا تفتتح مستشفيات مركزية أخرى على امتداد الجبل والسهل في عسير خصوصا في القطاع التهامي والساحلي؟ - الخير قادم، فقد تمت ترسية مستشفيين الأول في رجال ألمع، والآخر في ظهران الجنوب، بسعة مائتي سرير لكل منهما، كما تم اعتماد المرحلة الثانية من مستشفى أحد رفيدة بسعة مائة سرير، ومستشفى خميس مشيط المركزي بسعة 300 سرير، وسيتم ترسيتهما قريباً، كل ذلك من شأنه أن يخفف العبء الكبير على مستشفى عسير المركزي، كما أن لساحل تهامة مشروعات نأمل أن يتم اعتمادها في ميزانية العام المقبل، وسيعلن عنها في وقتها. * هناك تذمر من قبل مواطني أبها وما جاورها من قرى بشأن مكان مستشفى أبها للنساء والولادة.. ما سبب اختيار موقعه البعيد عن أهالي أبها؟ - المستشفى تم بناؤه على أساس أنه مستشفى عام، ولكن نظرا للحاجة العاجلة إلى عدد أكبر من أسرّة الولادة والعناية بحديثي الولادة، تم تحويله إلى مستشفى للولادة والأطفال وأصبح الآن في المراحل النهائية للتجهيز والافتتاح، هذا ما علمت، حيث إن القرار اتخذ من عدة سنوات. * ألم يحن الوقت لإنشاء المدن الصحية المتخصصة أو ما اصطلح على تسميته «الأبراج الصحية» التي يتوقع أن تسهم في تخفيف معاناة المواطنين في التنقل بين الرياضوجده للبحث عن الاستشاريين؟ - كما يعلم المتابعون، فقد أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية بسعة إجمالية تبلغ 1350 سريرا، وتمت ترسية المرحلة الأولى بإنشاء المستشفى التخصصي بسعة 500 سرير، حيث بدأ العمل في تسوية الموقع، ونأمل أن يبدأ العمل في إنشائها قريبا. * وماذا عن المراكز المتخصصة في الرعاية الصحية التي ما زالت تعاني من قلة الأطباء ذوي الخبرة، وافتقادها لبعض الأدوية الضرورية؟ - مراكز الرعاية الصحية الأولية ليست تخصصية، وعالميا يقوم بتقديم الرعاية الصحية بها أطباء عامون أو متخصصون في طب الأسرة وهي تعنى بتقديم الخدمات العلاجية الأساسية، وتحول الحالات الإسعافية والمتقدمة للمستشفيات ولها خطة استراتيجية تطويرية في الوزارة مثل العناية بالمرضى المصابين بالأمراض المزمنة كالسكر والضغط والسمنة وأمراض الشيخوخة وغيرها. وللشفافية أقول إن المستوى لم يصل إلى ما يأمله المواطن أو الوزارة، فهناك كثيرٌ من المعوقات ومنها صعوبة استقطاب الأطباء للعمل بها وخاصة النائية منها وعزوف التمريض والفنيين من السعوديين عن العمل في تلك المراكز. أما الأدوية المخصصة لهذه المراكز فهي معدة مسبقاً من الوزارة ولم أجد في زياراتي لعديد ٍ من المراكز أي نقص في أدوية تلك القائمة. * افتقاد المديرية الصحية في عسير للأراضي أدى إلى تعطل افتتاح المستشفيات في السهل والجبل .. ما السبيل لتجاوز هذه العقبات؟ - لم أواجه مشكلة في إيجاد الأراضي لمشاريع المستشفيات، وتعاون سعادة أمين عسير كان جلياً في إيجاد الأراضي للمستشفيات المعتمدة. المشكلة التي تواجهنا هي في الأراضي الخاصة ببعض المراكز التي يختلف الأهالي كثيراً في موقعها وكل يريدها قريبا منه. * الصحة النفسية هي رافد مهم للجانب العلاجي والوقائي في المنطقة.. هل النية متجهة للرقي بهذا المرفق الصحي الهام ؟ ولماذا ظل مستشفى الصحة النفسية وهو الوحيد في المنطقة في دائرة الظل خدمة وعلاجاًً ؟ وماذا عن النقص الكبير في المختصين والباحثين الاجتماعيين ؟ - تم خلال السنة الماضية انتقال مستشفى الصحة النفسية إلى ما يشبه المنتجع وتطورت خدماته بشكل ملحوظ والخبر الجيد في هذا المجال أن منافسة إنشاء مستشفى الصحة النفسية الجديد بسعة 400 سرير أعلن عنها وسيتم فتح المظروفات بعد عيد الفطر وبعدها تتم الترسية ثم البدء في الإنشاء قريباً. * سوف تنتقلون لموقعكم الجديد، هل سنتجاوز قضية المواعيد المتباعدة التي قد تزيد عن الأشهر، والاستشاريين الذين يعانون من الازدحام والفوضى في مواعيد مرضاهم وعدم التقييد بجدولة هذه المواعيد؟ - الموقع الجديد الذي سننتقل إليه موقع إداري بديل للمديرية الحالية التي أصبحت لا تفي بالغرض وسيسهل بإذن الله من عمل المسؤولين في المديرية واتصالهم بالجمهور وجميع الموظفين العاملين في المستشفيات والمراكز، أما فيما يخص طول المواعيد للعيادات فهناك مشروع إنشاء مبنى عيادات في مستشفى عسير سيحل كثيرا من المعاناة. * ما تودون ذكره أو التطرق إليه في ختام هذا اللقاء؟ - أود أن أشير إلى أنه مضى على تكليفي بهذه المهمة نحو ثلاثة أشهر فقط، أطلعت خلالها على كثير ٍ من احتياجات المنطقة وتعرفت فيها على كثير ٍ من الجوانب الإيجابية والسلبية في الخدمة المقدمة للمواطن، وستكون هذه البداية أساسا متينا لوضع خطة عمل واضحة وبذل الجهد لتكوين فريق عمل لتطوير الخدمات. د. إبراهيم الحفظي