شيَّعت السويداء، جنوب شرق العاصمة دمشق، أمس القتيلين معين رضوان وصفوان شقير اللذين قُضِيَا في تفجير سيارة مفخخة وسط المدينة، وتوافدت أعداد كبيرة من أبناء المحافظة إلى التشييع ومُلئت الشوارع، في حين انتشر القناصة على الأسطح واشتبك الشبيحة مع المتظاهرين بجانب ضريح سلطان باشا الأطرش ورُفِعَت أعلام الاستقلال في المدينة. وقال شاهد عيان ل “الشرق” إن تشييع الشهيد معين رضوان في مدينة السويداء انتهى بسلام وتوجه المشيِّعون بعده إلى بلدة القريا لتشييع شقير وهناك تدخلت قوات الأمن والشبيحة وفرقت المظاهرة بقنابل غازية ومسيلة للدموع وإطلاق رصاص عشوائي وسقط عدد من الجرحى. وفي كفر سوسةبدمشق، حاصرت قوات الأمن المصلين داخل جامع النعيم ومنعتهم من الخروج فتدخلت سرايا من كتائب الصحابة التابعة للجيش الحر وفكت الحصار، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في حي اللوان لتمتد إلى البساتين القريبة من مسبح الروضة والثكنة العسكرية القريبة من جسر اللّوان، وسمع دوي انفجار قوي في كفر سوسة مصدره منطقة اللوان وأسفرت الاشتباكات عن سقوط نحو أربعة شهداء وستة جرحى كحصيلة أولية. وفي دوما بريف دمشق أصدر ناشطون تقريراً عن وضع المدينة منذ بدء الحملة العسكرية عليها بتاريخ 14 يونيو الماضي أكدوا فيه مقتل نحو 222 شهيدا منهم 32 طفلاً و22 امرأة و168 رجلاً وقضى 71 من هؤلاء بالإعدام الميداني إما ذبحاً بالسكاكين أو رمياً بالرصاص، والباقي جراء القصف بالطائرات والمدفعية والدبابات. وحمّل التقرير قوات الحرس الجمهوري مسؤولية المجازر مشيراً إلى اقتحامه الملاجئ وقتله عشر عائلات منها عائلة طعمة وعائلة سليك وعائلة أبو خلف وعائلة عبدالله وعائلات فلسطينية لا يُعرَفُ شيء عنها، إضافة لقتل جميع من بقي موجوداً في الأقبية والملاجئ بهدف حراسة المنازل، واقتحام المشافي الخاصة المتهمة بإسعاف الجرحى واختطاف المصابين من غرف العناية المركزة وتخريب المشافي وتكسير وسرقة أجهزتها ومحتوياتها. كما لفت التقرير إلى نزوح 97 % من أهالي المدينة البالغ تعدادهم 550 ألف نسمة وتدمير 60 % من المدينة بشكل كلي تقريباً وتحويل جميع الأهالي إلى نازحين وملاحقتهم حتى في أماكن النزوح بالقصف، واستشهاد عدد منهم وتدمير الأسواق وسرقة معظم المحال التجارية أو تخريبها وتخريب البنية التحتية عبر قصف المدارس والمشافي ومحولات الكهرباء وتمديدات المياه. ونوه التقرير أن عشرات الجثث تكتشف يومياً في الشقق والأقبية الأرضية معظمها قضى ذبحاً بالسكاكين أو رميا بالرصاص المباشر وتم تشويه معظمها.