كشف النائب حسن خريشة عضو لجنة التحقيق في مقتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ل «الشرق» عن تورط قيادات في السلطة الفلسطينية وصفها ب «رفيعة المستوى» في مقتل الزعيم الفلسطيني الراحل وإيصال مادة البلونيوم المشعة إلى مقر المقاطعة برام الله أثناء حصاره من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وقال خريشة في تصريحات خاصة ل«الشرق»: تعقيبا على ما كشفته قناة الجزيرة من حقائق جديدة حول مقتل عرفات: «هناك عديد من التساؤلات عن السبب الحقيقي لكشف هذه المعلومات في هذا التوقيت، وبخاصة أن أطرافا فلسطينية وعربية ودولية أعاقت عمل جميع اللجان التي شكلت للتحقيق في أسباب مقتل عرفات طوال الفترة السابقة لكي لا تتمكن من الوصول للأشخاص الذين نفذوا عملية الاغتيال، ومنعوا الطبيب الخاص به من المثول أمام لجان التحقيق كما منعوا الفريقان الطبيان المصري والتونسي من الإدلاء بشهادتهما للجان، وذلك كله لحماية شخصيات كانت مقربة بشكل كبير من الزعيم الفلسطيني الراحل ومتورطة في قتله». وتابع: «لا شك أن فتح ملف مقتل أبو عمار في هذا التوقيت هي لعبة سياسية بامتياز تهدف لابتزاز السلطة وإخضاعها لطلبات محددة هي في الأساس مصالح بعيدة عن جوهر كشف حقيقة مقتل عرفات، كما حصل في ملفي وثائق المفاوضات والفساد المالي والإداري». وحول ردة الفعل السريعة للسلطة الفلسطينية، وموافقتها على تشريح رفات عرفات أوضح النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي أنها تأتي في سياقها الطبيعي ونتيجة لحالة الضغط الهائل الذي يمارس على المستوى الرسمي والشعبي لفتح الملف المغيب منذ نحو ثماني سنوات. ونوه إلى أن عملية فتح الملف وبشكل مفاجئ أربك حسابات الأطراف الخفية التي شاركت في عملية قتل ياسر عرفات وحالت دون فتح تحقيق حقيقي في الحادثة، مطالباً الفصائل الفلسطينية بتشكيل لجنة وطنية عليا للإشراف على تشريح جثة عرفات للتأكد من وجود مادة البلونيوم في جسده، ومحاسبة من قام بذلك.