خالف المنتخب الإيطالي كل التوقعات ووصل إلى المباراة النهائية، على الرغم من أن الترشيح لم تكن تصب في مصلحة الكرة الإيطالية، والتي كان يرى البعض بأنها لن تتجاوز دور المجموعات وإذا تجاوزته لن تذهب بعيداً خاصة وبعد أن اتضح أن منافسيها في دور الثمانية المنتخب الإنجليزي وفي دور الأربعة كان في انتظارها الماكينات الألمانية، إلا أن رجال الأتزوري خالفوا كل التوقعات، ووصلوا إلى المباراة النهائية بعد أن أقصوا الإنجليز بركلات الترجيح بعد التعادل في الأشواط الأصلية والإضافية والاحتكام إلى ركلات الحظ. وفي الدور نصف نهائي قدم أبناء برانديلي درس كروياً جديداً عندما تفننوا أمام الماكينات الألمانية التي كانت تصب أكثر الترشيحات لظفرها باللقب، إلا أن الطليان كان لهم موعداً أخر مع الألمان الذين لم يحققوا الفوز على إيطاليا في أي مباراة رسمية حيث تقابلا في الموجهات الرسمية 7 مرات بخلاف المواجهة الأخيرة في اليورو 2012 كان لإيطاليا الفوز في ثلاث فيما سيطر التعادل في أربع. قاد المهاجم الأسمر المثير دائما للجدل ماريو بالوتيلي منتخب بلاده إلى المباراة النهائية بلدغتين وجهها للحارس الألماني نويير كانت الأولى برأسية والثانية بتسديدة قوية يمينية، قبل أن يحرز مسعود أوزيل هدف حفظ ماء الوجه في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني. ايطاليا والفضائح يبدو أن انجازات المنتخب الإيطالي أصبحت مرتبطة بفضائح الدوري الإيطالي التي تسبق دائماً البطولات الرسمية، فما أن تحدث فضيحة في الدوري الإيطالي إلا وينتفض أبناء الأتزوري ليسطروا ابداعاتهم داخل المستطيل الأخضر ويحققوا انجازاً مدافعين عن شرف الرياضة، ويردون على من يتهم الكرة الإيطالية بعدم الشرف، وحدث ذلك في التاريخ مرتين، حيث كانت الكرة الإيطالية على موعد مع أول فضيحة هزت أركان الكرة في إيطاليا وأصبحت الشغل الشاغل لوسائل الإعلام العالمية حدث ذلك في 1982 عندما دوت صرخات فضيحة المراهنات قبل انطلاقة بطولة كأس العالم 1982 التي استضافتها إسبانيا واستطاعت إيطاليا أن تحرز لقبة البطولة للمرة الثالثة في تاريخها عندما صعقت ألمانياالغربية في المباراة النهائية التي احتضنتها مدينة مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد؛ ليأتي بذلك رداً على تلك الفضيحة التي ذهب ضحيتها عدداً كبيراً من اللاعبين والأندية العريقة في إيطاليا كان من بينها نادي ميلان الذي أجبر على اللعب بين الأندية الدرجة الثانية. توقفت بعدها الانجازات الإيطالية على صعيد المنتخب حتى عام 2006 الذي كان هو الأخر على موعد مع انجاز إيطالي أخر سبقه فضيحة المراهنات والرشاوى والتلاعب بالنتائج والذي ذهب ضحيتها يوفنتوس الذي حرم من لقبه وأجبر على اللعب في الدرجة الثانية، واستطاع الإيطاليون أن يردوا شرف كرتهم بعد هذه الفضيحة وأحرزوا لقب كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخ الكرة الإيطالية، عندما تقابلوا مع الفرنسيين في المباراة النهائية وانتهت أشواط المباراة الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، قبل أن يحسمها الإيطاليون بركلات الترجيح. بعد ذلك توقفت الانجازات الإيطالية حيث خرج المنتخب الإيطالي من كأس العالم 2010 خالي الوفاض ومن الدور الأول، وفي يورو 2008 خرجت إيطاليا من الدور ربع نهائي على يد حاملة اللقب إسبانيا بركلات الترجيح. وقبل بداية هذا يورو 2012 استيقظ أبناء الأتزوري على فضيحة جديدة كادت أن تذهب ضحيتها الكرة الإيطالية حيث هددت بالإلغاء وإيقاف البطولات الإيطالية منها بطولة الاسكديتو لولا تدخل الفيفا في الموضوع وتهديد الحكومة الإيطالية ومطالبتها بعدم التدخل في شؤون الرياضة. الفضيحة الإيطالية جعلت الجماهير الإيطالية تتفاءل بالمنتخب الإيطالي في يورو 2012 وبإحراز إنجاز جديد يضاف للكرة الإيطالية التي أصبحت ترتبط إنجازاتها بالفضائح، بل أن جماهير المنتخبات الأخرى أصبحت تخشى المنتخب الإيطالي عندما يسبق أي بطولة رسمية فضيحة في الكرة الإيطالية. لفت الأنظار لم تكن النتائج وحدها التي يحققها المنتخب الإيطالي حديث وسائل الإعلام العالمية بل أن المستوى الذي ظهر به المنتخب الإيطالي كان حديث وسائل الإعلام ومحل إرشادات النقاد العالميين، فالإيطاليين في اليورو 2012 تخلوا عن الطريقة الدفاعية المعروفة ب (الكتناشيو) وأصبحوا يقدمون كرة هجومية مميزة يقودها المايسترو بيرلو وقائد روما الثاني روسي والميلاني الجديد مونتوليفو إلى جوار ثنائي الهجوم أنطونيو كاسانو والمثير للجدل دائما ماريو بالوتيلي، في حين يحمي العرين الإيطالي الأسد والقائد الإيطالي جانلويجي بوفون. الجدير بالذكر أن المنتخب الإيطالي لم يحقق بطولة اليورو إلا مرة واحدة في تاريخه كانت عام 1968 قبل ما يقارب 44 عام، عندما فازت على يوغسلافيا في المباراة النهائية على ملعب الأولمبي بروما بهدفين دون مقابل. بينما في يورو 2008 الماضية خرج المنتخب الإيطالي على يد حامل اللقب الأسباني في الدور ربع نهائي.. فهل يحرم الأسبان الطليان من بطولة اليورو مرة أخرى أم أن للإيطاليين كلمة أخرى في هذه البطولة ويحققون بطولة اليورو للمرة الثانية. تقرير | ياسر العطاوي