استقبل الشعب السعودي خبر اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ليكون وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء، ولصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وزيرا للداخلية، بحفاوة وارتياح واسع بين كافة فئاته ومكوناته، على مختلف توجهاته وأطيافه، وفي كافة بقاع الوطن الحبيب، وقد جاء الاختيار متوافقا مع جميع التكهنات والتوقعات سواء في الداخل أو الخارج، وذلك لما يتمتع به الأمير سلمان من خبرة طويلة كرجل دولة وسياسة امتدت لنحو خمسة عقود. ولما عرف عن الأمير أحمد بن عبدالعزيز، من دقة وإنجاز، كما أنه نهل طويلا من مدرسة نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله -. إن لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، مواقف نبيلة وكثيرة، تدل كلها على الحكمة والتأني والعدل في مسيرته، فلم يغلق بابه، أمام الناس، سواء أكان في القصر أو مكتبه في الإمارة، حيث كان يخصص أوقاتاً معلومة ومحددة، وعند انشغال سموه أو سفره في أي مهمة، كان يحرص على أن يتم نشر خبر باعتذاره حتى لا يكلف على مواطنيه وأصحاب الحاجة الوصول ولا يلتقون به. والكثيرون يعرفون أن مجلسه الأسبوعي بات مقصدا وملتقى كافة المواطنين على مختلف مشاربهم واهتماماتهم. وقد كان شبيها بمجلس جلالة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه -، ليس لاستقبال الناس فقط، بل لمعرفة ما يدور في خلد أبنائه وملامسة احتياجاتهم، وليس لسماع الأدباء والصحفيين فقط، بل للارتقاء بهذه الفنون والعلوم بما يليق بمكانة المملكة. إن ذكرت أعمال البر والخير فالشاهد هو واقع العمل وحبه للعلماء والعلم الشرعي، استكمالا لمسيرة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. الحديث عن الأمير سلمان بن عبدالعزيز، غزير ومتشعب تماما كالتاريخ في تنوعه وعمقه، ففي أي مجال تجد الأمير سلمان من الإمارة إلى الإنسانية و إلى كافة شؤون الحياة من المجتمع وصولا إلى الاقتصاد والتخطيط والعمران، إلا وله بصمة ومكان وأثر. لذا يحتل سموه هذه المكانة الرفيعة في قلوب أبناء المملكة، فهذه الصفات التي قلما تجتمع في قائد جعلته يتحمل المسؤوليات الجسام منذ نعومة أظفاره، في بناء هذا الوطن العزيز، فهو يتمتع بالرأي الصائب والخبرة الكبيرة فضلا عن العمل المتواصل والدقيق. في بناء هذه البلاد المباركة كانت رؤيته واضحة فلم يغفل عن رعاية مؤسسات المجتمع المدني بل إنه دعمها بالمال والرعاية، وما مؤسسات كالجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، وجمعية رعاية المعوقين ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، فضلا عن ترؤسه الشرفي لعشرات العشرات من الجمعيات ومراكز رعاية الشباب، إلا دليل على نظرته الثاقبة ورؤيته في أهمية أن تقوم مؤسسات المجتمع بدورها جنبا إلى جنب مع الجهات الحكومية في خدمة أبناء المملكة. وفي هذا السياق نعلم مدى اهتمام سلمان بن عبدالعزيز، بالتاريخ وشغفه بالعلم والقراءة، لذا تجده أول السعداء بافتتاح مشاريع الجامعات أو المكتبات، ولا ننسى أنه هو من كان يقف خلف إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية، وهو الذي رعى دارة الملك عبدالعزيز، بجهده ووقته حتى غدت مرجعا دوليا عن تاريخ الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وتاريخ المملكة، ولعلي أضرب بمثال آخر يتمثل برعايته لجامعة الملك سعود، وحرصه على مشاريعها الوقفية والكراسي البحثية ومتابعته لكل إنجازاتها إلا دليل على ما يوليه للعلم ولأبنائه سواء من أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب من اهتمام وعناية، حفظه الله وسدد على الخير خطاه. ولا نعلن سرا إذا قلنا إن أوقاف جامعة الملك سعود، وكما نحب أن نسميها جامعة الوطن، انطلقت محفظتها الوقفية بشراكة مجتمعية ناجحة مع رجال الأعمال، وشكل هذا دعماً سخياً كبيراً تحققت بفضله الكثير من النجاحات والقفزات العلمية المشهودة والمعروفة ولم يكن لهذا النجاح أن يتحقق ولا لهذه الشراكة أن تتم بشكلها الحالي المتميز لولا مباركة ودعم مباشر من سمو سيدي الأمير سلمان – حفظه الله -، فقد آمن بأن هذه الجامعة تستطيع وتستحق الإنجاز للوصول للعالمية. إننا في المملكة ولله الحمد والمنة، نجسد بكل ما تعني الكلمة من معنى الأسرة الواحدة والمتمثلة بهذا الولاء والحب بين الشعب وقيادته، لذا كانت بيعتنا لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، مبنية على الحب والولاء، ومعرفة ودراية. ولصاحب السمو الملكي الأمير النبيل أحمد بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، نرفع الدعوات للمولى عز وجل أن يكلل جهوده وأعماله بالنجاح والتوفيق، فقد عرف عنه، الإخلاص والتفاني في خدمة الدين والمليك والوطن، وهو خير خلف لخير سلف، وقد كان سموه نعم الساعد والنائب لأخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمة الله – في مسيرة العمل الناجح في خدمة ديننا الحنيف وهذا الوطن الحبيب.