رحم الله نايف بن عبدالعزيز الذي نرثيه فقداً وحزناً وأثراً عميقاً في حياتنا، فالموت حق وكلنا ذائقوه، ولا حول لنا ولا قوة، نرجو المغفرة وندعو له بالجنة فقد أفضى لما قدم، ولكنها العبرة والحزن فهو الأخ والوالد، الإنسان والأمير المسؤول الذي تعلمنا منه معاني حقيقية تجسدت في العزة والقوة والعزم الجاد في خدمة الإسلام والأمة وأرض الإسلام وقبلة المسلمين وحجاج بيت الله الحرام، تجسدت في الولاء والطاعة لولاة الأمر، وتجسدت في خدمة المملكة الوطن والأرض والإنسان دون تكلف ومزايدة وبصبر وجلد، وقد كان – رحمه الله – في المقدمة دائماً، نذر وقته لأهله وأبناء وطنه وللدولة التي ترعى المصالح والعقود للدولة القائدة والرائدة حفظاً لعقيدتها الإسلامية السمحة وحفاظاً على شعبها وأبنائه من كل ما من شأنه أن يسيء أو يضر بها وبهم، تعلمنا وعرفنا معه الأمن ومعنى السكينة، الشورى وصدق النصيحة، تاريخ طويل من الحكمة والرأي الخبير والشواهد قائمة وماثلة تحكي على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والأمنية العلمية والعملية محلياً وإقليمياً ودولياً فصولاً من سيرة الرجل الذي عمل أكثر بكثير جداً مما تحدث عنه الأمير بأخلاقه وأفعاله ومكارمه ودوره الحقيقي أمناً وسلماً ووأداً للفتن، كيف لا نشعر بهذا الفقد والمصاب الجلل الذي لا تفيه الكلمات ولا تكفيه العبارات بغير القول لا حول ولا قوة إلّا بالله، اللهم ارحم نايف بن عبدالعزيز وأحسن مثواه، وعزاؤنا فيه أن ترك لنا هذا الإرث الكبير من الصدق والإخلاص قولاً وعملاً وتاريخاً مليئاً بحب الوطن، عزاؤنا لوالدنا ومليكنا سيدي خادم الحرمين الشريفين وجميع أفراد الأسرة الملكية الكريمة ولأبناء الشعب السعودي العظيم. وإنا لله وإنا إليه راجعون.