وأخيرا زرت دبيّ الأسبوع قبل الماضي تلك المدينة التي تحولت إلى إحدى أهم المدن العالمية منذ زيارتي لها آخر مرة عام 2003. سأبدأ بأن مساحتها أكبر من مساحة جدة مثلا بحوالي 1.000 كم مربع وعدد سكانها أقل بحوالي النصف من جدة ولكنها تبدو أكبر بكثير لأن بها مساحات للمشاة والقطارات والباصات بجانب السيارات وبالتالي ليست هناك زحمة مرورية خانقة وسط الشوارع. الأرصفة مرصوصة بعناية واحتراف فهناك مساحة لآلاف المشاة على غرار العواصم العالمية وكل رصيف به منحدرات مناسبة لعربات الأطفال والمعاقين بحيث يمكن للشخص العادي التنقل بحرية دون الحاجة إلى سيارة. كان لدي عدة خيارات للتنقل: التاكسي والباص والمترو وكان معي أطفال أصغرهم بعربة وافترضت أن التاكسي هو الوسيلة الأنسب فركبته وكان به عداد يغني عن التحايل والتلاعب بالأسعار. وفي اليوم التالي قررت أن أجرب المترو وخاصة أنني ركبته في مدريد وباريس ولندن ونيويورك وأحببت أن أجرّبه في دبي. المقارنة ليست في صالح أي من هذه المدن لأن مترو دبي أكثرها مناسبة للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وحتى الراكب العادي. تدخل المحطة الشاسعة والمجهزة بالتكييف والهواء النظيف والنوافذ العريضة المطلة على الشارع فلا تشعر بالضيق، وبه حرّاس أمن محترفون (ومن المواطنين) ومزودون بلوحات إرشادية واضحة، بالإضافة إلى السلالم الكهربائية والمصاعد والسير الكهربائي فوجدت في النهاية المترو أكثر مناسبة لي من التاكسي. وحيث إنني زرتها في الصيف فالطقس كان حارا ولكن أكثر الأماكن تقع داخل مبانٍ مكيفة تكييفاً قوياً وعندما مشيت في الشارع لم أشعر بالحر الشديد لقلة الازدحام وعرض الشوارع. بالنسبة للنظافة فلن أتحدث عنها لأن القذارة ليس لها مكان هناك ويعاقب عليها القانون بشدة، مع ملاحظة أن الوافدين من كل الأجناس يشكّلون أكثر من %60 من إجمالي السكان، وفئات العمالة منها ضخمة، ولكنهم يلتزمون بالنظام والنظافة في الأماكن العامة لأن القانون صارم وفوق الكل. سأكمل حديثي الأسبوع المقبل إن شاء الله.