بدأت فنانة تشكيلية، ثم مارست هواية التصوير، ولم تتنازل عن إبداعاتها في المجالين، فهما عندها لا ينفصلان عن بعضهما بعضاً، حتى نافست في كثير من المسابقات، وأثبتت وجودها من خلال المشاركات، رغم المعوقات. «الشرق» التقت الفنانة والمصورة السعودية بدرية الحربي، أو «بدراء»، فقالت إنها تحاول إتقان كل فن على حدة، ولكنها وجدت نفسها أكثر في التصوير. وأكدت أن كلا الفنين مرتبط مع الآخر، ومكمل له. وقالت عن تفاعلها مع الإنترنت والشهرة التي يمكن أن يكسبها الفنان من ذلك «الإنترنت فرصة لعرض أعمالي بشكل دائم، ودائماً ما أجد فيه أخبار دعوات المشاركة في المعارض، فأحاول الاشتراك لإثبات تواجدي في الساحة الفوتوغرافية، واكتساب تجارب وخبرات». وأضافت «لا أعلم إذا كنت فعلاً مشهورة، وإن كان ذلك فهي محدودة في نطاق المنتديات ووسائل الاتصال الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر». أما عن المسابقات في المواقع الإلكترونية، فقد أكدت أنها تفيد في رؤية الفن بعيون أخرى، وهي التي تزيد في ثقافتنا البصرية. مضيفة أن الأعمال التجريدية تعبر عما يريده الفنان نفسه، وقد يفهم ذلك بعض المتابعين «أحاول الإيضاح بالعمل قدر المستطاع، ولكن أحب أن أعرف أيضاً ما معنى الصورة التجريدية بمنظورهم الشخصي، لأرى كيف وجدوا عملي التجريدي». وعبرت الحربي عن روح التحدي بقولها: هنالك مقولة رائعة «عندما نريد لابد أن نستطيع». مؤكدة أن الإبداع كامن في كل مكان «من ناحيتي، أحاول الإبداع في المحيط الذي حولي، وعندما تتاح لي الفرصة لمحيط خارجي أحاول الإبداع فيه أيضاً، وجودي في المنزل أكثر لكي أبدع». مستدركة أن «الفنان فنان، رجلاً أو امرأة، والميزة عند الرجل هي فرصة الحضور في محيط أكبر، وهذا لا يتاح للفتاة، ولكنها قد تبدع أكثر منه، ورأيت رجالاً مبدعين، وكذلك نساء مبدعات».ورأت أن البرامج المستخدمة في التصوير مفيدة، إذا ساعدتها كي تبرز النواحي الجمالية للصورة. فالمعالجات مكملة للصورة، رغم أن بعض المصورين لا يؤيد برامج معالجة الصور. أما عني فإن المعالجة تبرز جمال الصور الفوتوغرافية، وهي مكملة لها. لكنْ، يبقى أن للصورة الفوتوغرافية أسسها وقواعدها التي لابد من اتباعها، و تتوزع على «الإضاءة، والتكوين، والزاوية»، وغيرها. وعن أهمية الخبرة في عملها، قالت «الكاميرا وخبرة المصور ودراسته وتجاربه الكثيرة لها دور في لفت انتباه المشاهد إلى جمال لم تلتقطه العين البشرية، وهنا ميزة عين الفنان التي يحيا في دهاليزها الخيال، أو فكر فنان الذي ينقل الواقع وفق وجهة نظره. وأكدت أن هناك صعوبات أمام المصورة الفوتوغرافية، كونها امرأة، فالمجتمع لا يتقبل طبيعة عملها، ولأن هذه الصعوبات لا تعطي الفرصة لطرح مزيد من الأعمال «واجهتني مواقف كثيرة، لكنني أحاول الإبداع في محيطي الذي أُوجَدُ فيه، ولا أضع حاجزاً بيني وبين الإبداع، حتى لو كان المحيط لا يتقبل ذلك. ولدي مبدأ أؤمن به، ودائماً ما أقول في نفسي: تباً للمستحيل». وأضافت أن الثقافة الفوتوغرافية تنتشر بفضل المعارض الفوتوغرافية، وأن أذواق المشاهدين تختلف، فمنهم من يفضل الصور الطبيعية، إلى الإستل لايف، أو التجريدي، أو لاند سكيب.ورداً على السؤال: هل تؤمنين بفلسفة الفن للفن، أم أن الفن قضية ورسالة، قالت بدرية الحربي «بالتأكيد، الفن رسالة، فأنا مسلمة وعربية وسعودية، وأنثى، فتلك جملة القضايا بالنسبة لي، وآمل أن أساهم في رقيها».