حالة من الاحتقان تعيشها المخيمات الفلسطينية في لبنان بعد قيام الجيش اللبناني بإطلاق الرصاص الحي على محتجين فلسطينيين في مخيم نهر البارد شمال لبنان، ما أدى إلى مقتل شاب وجرح ثلاثة. تظاهرات ودعوات شبابية ومن فعاليات المخيمات للإضراب والاعتصامات للمطالبة بمحاسبة مطلقي النار من الجيش اللبناني على المدنيين العزل، فيما وزير الداخلية اللبناني يرى أن الحدث عادي ويحصل عادة ويدعو إلى التهدئة. الاحتقان عمره أكثر من ثلاثين عاماً وتحديداً منذ حرب المخيمات التي استمرت عامين وانتهت منذ انفجار الانتفاضة الأولى في فلسطين في أواخر عام 1987م. منذ ذلك الوقت والمخيمات محاصرة ويتعرض سكانها للإهانات والتنكيل على حواجز الجيش اللبناني المتموضعة على مداخل المخيمات. الفلسطينيون في لبنان أدركوا متأخرين أن قرار محاصرتهم هو من سوريا وإيران.. وأن الجيش يتلقى أوامره من حزب الله الذي وكلته كل من دمشق وطهران بالإمساك بالبلد. فتربية الجيش اللبناني تربية سورية عنوانها الحفاظ على المقاومة ومضامينها وقمع القوى والاتجاهات التي لا تنسجم مع الخط الإيراني السوري أي الهلال الفارسي، أما الفلسطينيون فقد علمتهم التجارب حكمة الصبر، لكن هذا الصبر كاد أن ينفد في مخيم نهر البارد الذي دمره الجيش بعنصرية وحقد بحجة تنظيم فتح الإسلام الذي أرسلته سوريا وجهزته لمهمة فشل في تحقيقها ثم انقسم على نفسه وخاض معركته مع الجيش اللبناني، التي أدت إلى تدمير مخيم نهر البارد الذي يعدّ العصب الاقتصادي لفلسطينيي لبنان. ومازالت الغالبية العظمى من سكانه تعيش في الأقبية أو بين الركام، وسط وعود لم تتحقق بإعادة إعماره منذ أكثر من ست سنوات. شرارات كثيرة في لبنان مرشحة لإشعال الوضع المحتقن بامتياز على خلفية تطور الأمور في سوريا.