نجحت المقاهي في سحب الفتيات من قاعات الدراسة، وأصبحت تتعمد تقديم المعسل بأشكال خاصة، وألوان بناتية، ونكهات مختلفة، تجذب الفتيات مثل(فانيليا، كرز، شوكولا )، كما حرض إقبال الفتيات المراهقات على المقاهي أصحابها لعمل تصميمات جديدة للأرجيلة، لتكون قريبة إلى طبيعة الأنثى، وبلغت صناعتها مؤخراً درجة عالية من الرقي، بحيث أصبح لها حقائب خاصة، لا تختلف كثيراً عن حقائب المكياج، ولاقت إقبالاً شديداً من قبل الفتيات، فمنهن من يطلبنها مطلية بالذهب، أو مزينة بالألماس، وكان لتميز المعسل بروائحه العطرية المختلفة عن السجائر، الأثر في جذب جيل المراهقات لعشق المعسلات إدمانها. تقول نورة الغامدي «إن أهلي يرفضون ذهابي إلى المقهى، لذلك اضطر للخروج من الجامعة، والذهاب إلى أحد المقاهي القريبة، فقد أصبحت مدمنة للمعسل، وفي كل نفس أسحبه من الأرجيلة أشعر بقوة لا تقل عن قوة الرجل». وتضيف مشاعل الحربي (طالبة بالمرحلة الثانوية): «اندفاعي للمعسل ليس إلا «برستيج»، لأنه أصبح موضة بين صديقاتي، فجميعنا نتواعد للذهاب إلى المقهى، ونطلب الأرجيلات بنكهاتها المختلفة»، مشيرة إلى أن بعض المقاهي تتعمد تقديم نكهات تجذب الفتيات، مثل(فانيليا، كرز، شوكولا) وأشكال خاصة بألوان بناتية، لجذبهن للمقاهي، وسحب الفتيات من قاعات الدراسة للتوجه لها كل صباح. قالت نوال الأحمدي (طالبة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة): «ألجأ إلى المقهى، نتيجة ضغط العمل والمنزل، فرائحة المعسل الجذابة تغريني إلى تجربته، خاصة أنني أشعر بالتحدي، ومساواتي مع الرجل، حتى أنني أفكر بشراء أرجيلة خاصة بي في المنزل». وتضيف خلود علي: «لا تخلو اجتماعات صديقاتي، سواء في المنزل أو المقهى من الأرجيلات، فكل واحدة منا تمتلك حقيبة خاصة بها، ونتنافس على تغيير أشكالها، وأصبح لها اهتمام كبير من قبلنا». وطالب الشاب محمد اليامي، الجهات الحكومية ذات العلاقة بالمقاهي، بتكثيف الرقابة عليها، والعمل على إغلاق من يخالف التعليمات، مشيراً إلى أن تقديم المعسلات للفتيات يجب أن توضع له ضوابط، وتغريم المقهي الذي يقدمها. وحذر اليامي من انتشار هذه الظاهرة السلبية على مجتمعنا المحافظ لعاداته وتقاليده، مضيفاً أن أغلب المقاهي بشارع التحلية بجدة تقدم المعسلات، وخصصت أماكن لاستقبال الفتيات وطالبات الجامعات في أجواء مشابهة للنوادي الليلية في الخارج. تقول رنا أحمد (30 سنة): «انتشار المعسل بين الفتيات يعود إلى التفكير السلبي للفتاة، عندما ترى صديقتها تفتخر بالأرجيلة بكل سعادة، تعتقد بداخلها أن هذا ما يبعث السعادة، خصوصاً إذا كانت تتعرض لمشكلات أو إحباط». وأكد المرشد النفسي والمدرب جزاء المطيري أن اضطراب الشخصية، بسبب انعدام الثقة أو اهتمام الفتاة، خصوصاً المراهقة، بالتقليد في مرحلة الطفولة، وكذلك تأثير الأصدقاء، جعل كثيراً منهن يتجهن إلى شراء حقائب المعسل ذات الألوان المبهرة والجذابة، مشيراً إلى عدة عوامل، منها العمر والتغيرات الطارئة على هرمونات المراهقة، ومدى احتياج هذا العمر للدعم النفسي لتعزيز الثقة بالنفس.