يغرم السعوديون بأولادهم ولكنهم لا يكترثون لزوجاتهم، هو تصرف ورثوه عن آبائهم. كانت الأجيال من الذكور السعوديين السابقين يعاملون نساءهم كسقط المتاع، ربما يعتقد الرجل حينها أنه أنقذها من فاقة، أو ستر عليها بالزواج منها، أو هو شعور تلقائي بأن الزوجة تقوم بدور الخادمة الآن ولكن دون أدنى كلمة شكر. يتولد هذا الشعور في العقل الباطن لدى الأبناء فيكبرون فيحملون تلك الصورة عن الزوجة، حتى لو تغيرت الصورة وصارت الخادمة تقوم بأعباء المنزل، ولكن سلوك الرجل السعودي داخل المنزل يحمل الكثير من تصرف أبيه الجاف حتى لو ادعى عدم ذلك. الأبناء يتعلمون مما يرون لا مما يقال لهم. الصورة الذهنية للزواج لدى السعوديين غير مكتملة، فالفتاة تحلم برجل يشتري لها كل شيء والرجل يحلم بامرأة تصنع له كل شيء. هذا «الكل شيء» حلم أسطوري لا يوجد إلا في مخيلتنا نحن وباقي الشعوب الخليجية. في الخليج يلتقطون صورة رومانسية الزواج من خلال مسلسلة تركية حالياً أو أفلام مصرية سابقاً، وفي الواقع الزواج هو خليط من كل شيء وصراع على كل شيء وتعاون في كل شيء، هذا ما تستوعبه الشعوب المتقدمة في مراحل مبكرة جداً بعيداً عن الأحلام. في السعودية حرمنا المرأة من كل شيء ونطالبها بكل شيء، وأثقلنا كاهل الرجل بكل شيء من متطلبات البيت والمدرسة والأولاد ومصاريف الغيرة والأعراس والولائم والسفر المبالغ فيه، حتى أضحى كل رب أسرة سعودية وزارة شؤون اجتماعية متنقلة.