لستم وحدكم أيها السعوديون من ارتعشت قلوبكم حينما فاجأكم النبأ الأليم! ومصابكم ليس مصابنا -كمصريين- فقط، بل مصاب الأمة العربية والإسلامية كلها!كثيرة هي كلمات الرثاء، ولكن أن يفقد العالم العربي والإسلامي قامة كبرى ك«نايف بن عبدالعزيز»، فوالله لا يكفي الرثاء وإن ملأ مجلدات بأحرف من وفاء!مدينون نحن لهذا الرجل بكل لحظة جلسنا فيها آمنين على أرواحنا وممتلكاتنا!مدينون نحن بصفاء أحلامنا، لأن عيوناً أخرى سهرت وقدمت أرواحها وهي ترد الكوابيس عن مراقدنا!مدينون نحن -كمسلمين- لمن قدم كل ما يستطيع لحفظ كتاب الله وخدمة السنة النبوية وعلومها!المصاب جلل، ولكن لستم وحدكم!هي الأحزان تشملنا جميعاً، فكونوا راسخين كجبال الأمن والأمان التي شيدها في نفوسنا على مدار عقود! تدمع العين…؟ نعم، يرتجف القلب…؟ نعم، لكننا لا ننكسر أبداً! أليس فقيدنا هو القائل: «أقولها بكل وضوح وصراحة، نحن مستهدفون في عقيدتنا، ونحن مستهدفون في وطننا، أقولها بكل وضوح وصراحة لعلمائنا الأجلاء ولطلبة علمنا ولدعاتنا وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولخطباء المساجد دافعوا عن دينكم، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن أبنائكم، دافعوا عن الأجيال القادمة»؟! فلنجعل حزننا العميق -إذن- زاداً لقوة الوطن، وأمنه، وسلامته، ولنتذكر جيداً أن الذين يهبون حياتهم لخدمة دينهم ووطنهم لا يموتون أبداً، بل تظل أرواحهم الطاهرة هي الملهم لأجيال تواصل مسيرة العطاء! رحم الله فقيد الأمة العربية والإسلامية وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.