عاشت أشهر مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» حالاً من الحزن، وتحولت إلى مجلس عزاء إلكتروني عبر آلاف التغريدات وعبارات الرثاء التي كتبها السعوديون في وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز، كما شاركهم أشقاؤهم من دول الخليج والعالم العربي التعازي والدعاء له بالرحمة والمغفرة، متناقلين مجموعة من صوره وإنجازاته وعباراته، إضافة إلى مقاطع فيديو يتحدث من خلالها ولي العهد في مناسبات وطنية وأمنية ودينية واجتماعية، إذ اعتبروا أنه رحل عن الدنيا «لكنه سيبقى في قلوب الناس»، نظير ما قدمه لوطنه طوال حياته. وجاءت عشرات التغريدات تعبر عن مآثر ولي العهد، وتتحدث عن حضوره في المجتمع السعودي، إذ يقول زيد الشكري: «الرمزية التي تحملها وفاة الأمير نايف هي من يؤثّر. رجل ولد مع مرحلة التأسيس الأولى، وأخذ مع الدولة ينشآن سوياً رحمه الله، فيما أشارت لبنى الخميس إلى أنه «صنع جهازاً أمنياً منيعاً يعد الأقوى في الشرق الأوسط، بعد أن حاولت القاعدة النيل من أمن المملكة وأمانها». وقالت الدكتورة نوال العيد في تغريدة لها إلى أنه «لا يمكن أن ينسى طلاب السنة النبوية جائزة نايف لحفظ الحديث، ولا للبحث في مواضيع تخدم السنة، كم ملأ أوقاتنا في خدمة السنة»، وأشار خالد الشثري إلى أنه : «كان يقدم - رحمه الله - مليون ريال سنوياً جوائز مالية لمسابقة الأمير نايف لحفظ القرآن الكريم للقطاعات الأمنية»، فيما أبان المحامي أحمد المحيميد أن «الأمير نايف بن عبدالعزيز هو رجل الأمن الأول والمحامي القانوني والنظامي باني جل الأنظمة الأمنية السعودية». ولم تقتصر المشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي على المواطنين، بل شاركهم العديد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والأدبية والفنية، إذ قال وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة: «رحم الله فقيدنا الكبير الأمير نايف بن عبدالعزيز.. يالها من مصيبة ألمّت بنا.. إنا لله و إنا إليه راجعون». ودُشن على موقع تويتر نحو 8 « HASH TAGS» تتحدث عن مآثر الراحل، وتدعو له بالرحمة، إذ سجل ال «هاش تاق» الواحد في الساعات الأولى من خبر إعلان وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز نحو 1000 تغريدة في ساعة واحدة. وتناقل الكويتيون على موقع «تويتر» بعض مواقف الأمير نايف أثناء غزو صدام حسين للكويت، إذ تناقلوا موقفه أثناء الغزو حينما «أمر بعدم تفتيش أي سيارة كويتية وعدم تسجيل أي مخالفات مرورية»، كما يشير المواطن الكويتي عبدالجليل المطوع. وقال هيثم بن صقر القاسمي من الإمارات: «إن ترجّل نايف ورحل للرفيق الأعلى فإن ما بناه باقٍ كشاهد على من هز كيان كل عابثِ بالوطن.. رجل بذل حياته لخدمة وطنه وشعبه»، وشاركه عادل بن عارف قائلاً: «الأمير نايف إمام يقتدى به في حب السنة وخدمتها وأهلها من العلماء وطلبة العلم»، وأضاف محمد الأحيدب: «كان حريصاً على تطبيق شرع الله وشعائر الدين لا يخشى في الله لومة لائم ولا يجامل في الحق. رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته». وكتب العديد من الشعراء أبيات رثاء في الراحل، إذ قال ناصر الغامدي: «مرحوم يا من غاب واقفت لياليه، يالله عسى في جنة الخلد مثواه، يا الواحد اللي كل خلقه تناجيه، ضيفك لجاء بحماك يا رب تحماه»، فيما قال خالد الخميس: «نايف رَحَلْ وإخْوان نوره نوايف.. دامٍ هلَ العوجا ملوك وسلاطين». وتناقل العديد من المغردين مقطعاً للأمير نايف وهو يقول: «أقول بكل وضوح وصراحة نحن مستهدفون في عقيدتنا وفي وطننا، وأقول بكل وضوح وصراحة لعلمائنا الأجلاء ولطلبة علمنا ولدعاتنا وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولخطباء المساجد دافعوا عن دينكم، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن أبنائكم، دافعوا عن الأجيال القادمة». وأشار المغردون إلى المصادفة التي حدثت في تقويم أم القرى الهجري، إذ جاءت العبارة التي عادة ما تسجل أسفل ورق التقويم «أمن الوطن مسؤولية الجميع»، إذ كان الأمير نايف يرددها دائماً بأن الجميع شريك في حفظ أمن الوطن، وأن المواطن هو رجل الأمن الأول. وشارك المكفوفون المعزين في «تويتر»، إذ كتب أشهر مكفوف مشارك في «تويتر» محمد سعد: «قبل يومين الأمير نايف يرحمه الله يتكفل بعلاج طفل كفيف على نفقته الخاصة... الله يرحمه ويسكنه جناته»، وأكد آخر أن آخر موقف وعمل لولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز، «كان إنسانياً من مقر إقامته بجنيف حيث أمر بالتكفل بعلاج الطفل الكفيف خالد».