ترك الشاب السعودي عمير الشهري الخجل، وعمل طباخاً في أحد أشهر مطاعم الوجبات السريعة في المملكة، ثم تدرج في السلم الوظيفي، حتى أصبح مسماه الوظيفي« سوبر فايزر»، و يؤكد أن المجتمع سيتقبل عمل الشاب السعودي في كافة المجالات الوظيفية خلال السنوات القليلة المقبلة، و طالب الشهري ب« سعودة» الوظائف في مطاعم الوجبات السريعة في المملكة، كما تمنى افتتاح مطعم وجبات سريعة لمعرفته التامة بالمهنة. «الأوفر تايم» و يبين الشهري أنه خريج ثانوية عامة، و يعمل في هذه المهنة منذ سنتين، حيث واجهته صعوبات كثيرة مثل تسلط بعض المديرين الأجانب على مرؤوسيهم من الموظفين السعوديين، بالإضافة إلى طلب بعض الرؤساء من الموظف أعمالاً لا تدخل ضمن مسماه الوظيفي، فضلا عن ساعات العمل الطويلة الممتدة حتى ثماني ساعات، و ربما يظل فترة إضافية دون احتساب العمل الإضافي له «الأوفر تايم». ظلم المدير و يقول الشهري« كنت أعمل في البداية حوالي 240 ساعة خلال الشهر، بينما يفترض بنا العمل لمدة 216 ساعة فقط، كما أن الراتب زهيد جدا لا يتجاوز ال1800 ريال، أما حاليا فأنا أعمل 216 ساعة، مقابل راتب 3500 ريال». ثم يضيف الشهري «عانينا قدرا كبيرا من الظلم في البداية، فقد كان أحد المديرين الأجانب، يضغط علينا و يحرجنا أمام الزبائن لتنظيف دورات المياه، و مسح الأرض، بسبب اختلاف الديانة، و رغم أننا حاولنا إيصال صوتنا إلى إدارة المطعم، إلا أننا فشلنا في ذلك». الأمان الوظيفي و يشير الشهري إلى حلمه في الحصول على وظيفة حكومية لتحقيق الأمان الوظيفي الذي يبحث عنه كل موظف، فهو ما زال يسعى لها، خاصة أن الراتب الذي يتقاضاه الموظف المنتسب إلى القطاع الخاص لا يفي بأبسط احتياجات المنزل، ما يجعل الموظف عاجزا عن الزواج، أو شراء سيارة، فضلا عن صعوبة الإجازات، و يتذكر الشهري أنه اضطر إلى العمل حتى في يوم زواج شقيقه، إذ لم يسمح له بأخذ إجازة ليوم واحد، نتيجة لقلة أعداد الموظفين. ويحمل المدير مرؤوسيه مسؤولية تفوق طاقتهم، كالإشراف على فرع كامل، أما الموظفون الجدد فلم يمروا بهذا القدر من المعاناة، كونهم وظفوا حديثا، بعد قرار خادم الحرمين الشريفين و الذي حدد 3000 ريال حدا أدنى لرواتب القطاع الخاص. الوظيفة الحكومية و يقارن الشهري بين موظف القطاع الخاص و الحكومي، بأن أقل راتب للموظف في القطاع الخاص 3000 ريال ونحن بدأنا من الصفر لدرجة بعض الشباب لم يستطع تحمل العمل فمثلا عند غياب أحد الزملاء لابد من تغطية عملة بأوفر تايم ويكون إجباري والوظيفة الحكومية تأخذ 4500 ريال مقابل العمل لمدة ست ساعات. ويؤكد الشهري تخوفه في البداية من نظرة المجتمع، إلا أن تشجيع و دعم والديه له، حال دون أن يمنعه القلقُ من العمل، ما جعلني أتحمل كل المضايقات التي أواجهها من الآخرين، و يذكر الشهري موقف أستاذ جامعي انتقصه ووجه له كلاما جارحاً، كما يتذكر الشهري طلب صديقا له حين كانا ذاهبين لزيارة صديق ثالث بألا يخبره عن عمله في مطعم، ما أثر في نفسه كثيراً. التأمين الصحي و طالب الشهري مرارا بالحصول على التأمين الصحي، و لكنه لم يحصل عليه إلا مؤخراً، قبل سنة ونصف حين زار الرياض لحضور دورة» السوبر فايزر» و فوجئ حينها أنه يملك تأمينا صحيا، فقد كانت البطاقة جاهزة، إلا أنها لم ترسل إليه، دون معرفة سبب التأخير، و لكن عمير يبين أنها حيلة من قبل بعض المديرين، حتى يترك العمل بأي وسيلة كانت.