تظل مكافحة الجريمة الهاجس القوي الذي يلح على أجهزة المجتمع وأفراده والعاملين على الحد من معدلات الجريمة والتقليل من آثارها ونتائجها، ولقد تعددت وسائل وصور التصدي لظاهرة الجريمة من تدابير تشريعية واجتماعية وفنية وفق أطر وأيديولوجيات وعقائد متعددة، محاولة التقليل من معدلات ارتكاب الجريمة وتحسين أنماط السلوك الإنساني بما يكفل الأمن والاستقرار في المجتمع. ولكن تظل الشريعة الإسلامية بكل مبادئها وتدابيرها الروحية والمادية الحصن الأول والمنيع ضد الانحراف السلوكي وزعزعة أمن المجتمعات. ولتحقيق أهداف الدراسة، تتركز الجهود في ثلاث مراحل أساسية، هي: مرحلة ما قبل ارتكاب الجريمة، بالعمل على تحصين الفرد دينياً وسلوكياً ليكافح الانحراف والجريمة. والمرحلة الثانية هي مرحلة مكافحة الإرهاب أثناء ارتكاب الجريمة. والثالثة تتمثل في تطبيق العقوبات الشرعية وإعلان العقوبة وعلانية تنفيذها وإصلاح المجرم وإعادة تأهيله. كما يتضمن الكتاب فصولاً عن الجريمة في الشريعة والقانون، والبناء العقدي وأثره في مكافحة الجريمة، والتدابير الاجتماعية في الإسلام وأثرها في مكافحة الجريمة، كذلك واقع الجريمة في المملكة العربية السعودية، وسبل مكافحة الجريمة في المملكة العربية السعودية.