تبادلت شركة أرامكو السعودية وعدد من المقاولين الاتهامات بشأن نقص كميات الإسفلت. وتتهم أرامكو بعض المقاولين بافتعال الأزمة، نتيجة سوء استخدام ما يتم تخصيصه لهم من كميات الإسفلت لتنفيذ مشروعاتهم ربما يساء استخدامها، مما يؤدي إلى تعثر إنجاز هذه المشروعات والإضرار بالاقتصاد الوطني، ويرد المقاولون بأن هناك مشروعات متعثرة بسبب عدم توفر الإسفلت، مطالبين أرامكو بأن تعطي المشروعات الحكومية الأولوية، من خلال تخصيص كميات الإسفلت لهذه المشروعات لإكمالها في الوقت المحدد. وقالوا إن تخصيص الكميات المناسبة لتلك المشروعات تجنب المقاول المنفذ للمشروع الدخول في سوق سوداء، لتوفير ما يحتاجه من كميات، إذ يضطرون إلى الانتظار حتى يتم توفير ما تحتاجه المشروعات الحكومية أو المشروعات الكبرى التي تتم عن طريق مقاولي أرامكو المعتمدين لديها. وأكد ل«الشرق» مدير ادارة العلاقات العامة في أرامكو أن الشركة ملتزمة بتأمين كميات الإسفلت للمقاولين بناءً على عقودهم المُصَدّقة من الجهات الحكومية والمسلّمة للشركة، وأن لديها القدرة لتغطية حاجة السوق المحلية من المنتج بأعلى المواصفات، مجددا التأكيد على التزامها الدائم في هذا المجال بغض النظر عن مواعيد الصيانة الدورية والمجدولة مبكراً التي تجريها لأي من مرافق إنتاج مادة «البيتومين» التي تدخل في صناعة الإسفلت. وقال أن أرامكو تشعر جميع عملائها قبل إجراء صيانة لأي من مرافق إنتاج «البيتومين» بوقت كافٍ، وتحيلهم إلى مرافق إنتاج أخرى لتسلم ما يحتاجونه من المنتج وفق جداول زمنية تتناسب وخطط تنفيذهم لمشروعاتهم دون الإخلال بذلك، ما يحول دون تأثر إمدادات السوق بأي أعمال صيانة، كما أنها تنسق مع الجهات الحكومية مالكة المشروعات لضمان ملاءمة ذلك لهم». وكانت وحدة إنتاج البيتومين في مصفاة رأس تنورة قد عادت إلى الإنتاج اليومي الكامل منذ أكثر من شهر، بعد توقف دام 35 يوماً، لإجراء صيانة للمصفاة، نافياً ما ردده بعض المقاولين بأن الصيانة تتم سنويا. وأفاد أن أرامكو وضعت منذ سنوات نظاماً دقيقاً ومتكاملاً لعملية حجز الكميات المطلوبة من مادة البيتومين من قبل مقاولي السفلتة، وفقاً لاحتياجات السوق الفعلية والموثقة بالتفصيل في العقود المبرمة معهم من قبل الجهات الحكومية، التي تتضمن حساب الكميات بدقة بناء على حساب مساحات السفلتة بالأمتار المربعة وسماكة السفلتة، ومواعيد التنفيذ والتسليم للمشروعات. وجاء تطبيق هذا النظام لتقنين تسليم كميات منتج البيتومين، الذي يباع بسعر مدعوم من الدولة، وهو بالتالي أقل من سعره العالمي بكثير . وأوضح أنه من أجل التحقق من حجم الطلب على البيتومين، تبادر أرامكو بعد تسليمها المقاولين الكميات التي تعاقدوا على شرائها، بمتابعة عديدٍ من المشروعات ذات الأهمية من خلال الزيارات الميدانية لضمان تنفيذ أعمال الإسفلت وفق ما صرف لهم من كميات، وهو ما يدحض مطالبة بعض صغار المقاولين لأرامكو السعودية». واعتبر أن تلبية حاجة السوق المحلية من المواد والمشتقات البترولية بما فيها مادة الإسفلت، واحدة من أهم الأولويات التي تعتز بأدائها أرامكو ، وهي تأخذ هذا الأمر بكامل المسؤولية والجدية، ولديها القدرة على تغطية حاجة السوق المحلية من منتج الإسفلت بأعلى المواصفات.