أعاد الشاعر علي الدميني فتح باب التساؤلات حول مشروع الحداثة في المملكة العربية السعودية وارتكازه على قيم التنوير والعقلانية والعلم والتقدم. وأكد الدميني، في حديثٍ جمعه بأصدقاء في منزل القاص فهد الخليوي في جدة مساء أمس الأول، أن مشروع الحداثة مشروع سيرورة تراكمية عبر تاريخ البشرية وليست منهج قطيعة، لافتاً إلى أن الحداثة تجلتْ في الآداب والفنون لنزوعهما المبكر لمرحلة ما بعد الحداثة، ومفارقتهما مضامين الحداثة التأسيسية. ووصف الدميني الشاعر محمد العلي ب»الأستاذ»، رغم زهده في النشر والطباعة والأضواء، حسب قوله، مُتسائلاً عن موقف العلي و احتمالات زهده في الأضواء، أو خوفه منها، أو عدم اقتناعه بأهمية ما انطوت عليه كتاباته من أفكار وإبداعات، أم أنه تعبير عن سأم وجودي، أو أنها لا مبالاة ثقافية؟ مشيراً إلى أنه يمكن أن تكون وراء ذلك أسباب أخرى. وقال إن شخصية العلي تقوم على النزوع إلى كسر القيد، والبحث عن آفاق الحرية، واصفاً ما كتبه عن العلي وما سيكتبه ب»كتابة المحبة». وأوضح أن العلي شخصية ثرية، وتجربة غنيّة، تغري المثقف بالحوار معه وعنه، لأنه يمتلك موقفاً ثقافياً نقدياً يكتنز على موسوعيته المعرفية في عدد من الحقول، وإلى ما تتسم به منهجيته في الكتابة من قدرة على المزاوجة بين التنظير والتطبيق، والموازنة بين المرونة والصرامة، التي تستوعب التعاطي مع اليومي مثلما تجيد الاشتغال على الجدال الفكري، مشيراً إلى أن حبه للعلي لن يحول بينه وبين تجلية بعض الحقائق ونقد بعض الشبهات المتبدّية على سطح كتابة «أبي عادل»، ومنها ما يبدو تعارضاً بين موقفه الفكري الصارم، وبين بعض تجليات كتابته الإبداعية أو تأملاته الثقافية، وموقفه من أدونيس والقصيدة النثرية، وتبني الحداثة، وافتتانه باللغة العربية.