بدأ في بيروت أمس الخميس عرض مسرحي راقص، من تصميم دنماركي، يشارك فيه راقصون من مصر وفلسطين ولبنان، ويهدف، بحسب منظميه، إلى “تغيير الصورة النمطية التي يملكها الغرب عن العرب”. ويحمل العرض عنوان “كل آخر نفس” ويستمر إلى 17 يونيو الحالي على خشبة مسرح “مونو” في بيروت، وهو من تصميم الكوريغراف الدنماركي ينس بيريغو، ويشارك فيه أربعة راقصين من العالم العربي هم أوريليان الزوقي وياندي نمور من لبنان، ومحمود ربيعي من مصر، وفرح صالح من فلسطين. ويقدم العرض بمبادرة من فرقة “مانكوبي” الدنماركية للرقص المعاصر التي أسسها بيريغو في العام 2005. وتقول المساعدة الفنية لبيريغو اللبنانية جوليان عرب لوكالة فرانس برس “إن مقاربة هذا العرض تهدف إلى تغيير الصورة النمطية التي يملكها الغرب عن العرب، وإظهار الصورة الحقيقية لهذه المنطقة”. شرع بيريغو في تأليف الكوريغرافيا في بيروت منذ مايو الفائت “متأثراً بعوامل اجتماعية وسياسية كثيرة تحيط به”، على ما توضح مساعدته. وتتابع “لم يترك مساحة للارتجال، بل بنى عرضه انطلاقاً من مساحة حرية أعطاها للراقص، بحيث تعكس شخصيته. الحركة نفسها قد تختلف عند المصري عن اللبناني”. وفي العرض الذي يقع في أقل من ساعة، لحظات صمت يسمع من خلالها الراقصين أنفسهم، وعلى أنغام باخ وزيد حمدان تتمايل الأجساد، حيث يراقب الراقصون بعضهم بعضاً، وتندمج حركاتهم بحركات بعض، ويتشاركون الحركات نفسها، ويتخاطبون أحياناً بلغة افتراضية، أو يرمون كلمات بالعربية بلهجتهم. وترى جوليان عرب أن في عنوان المسرحية “ازدواجية ما بين عدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة من جهة، وبين الشغف والاندفاع اللذين يطبعان ما يقوم به الفرد”. وتتميز لغة بيريغو الفنية بالانسيابية عبر اتصال الأجساد المتحركة بعضها ببعض، مما يضفي عليها بعداً إنسانياً. واستخدم الكوريغراف الدنماركي سينوغرافيا بسيطة، إذ حمل الراقص شاشة على شكل علم أبيض، تعكس كالمرآة شخصية الراقص و”تصبح امتدادا لها”. كذلك جعل الراقصين يحملون مصابيح كاشفة كي يضيء على الفرد ويركز عليه في هذا المكان بعيداً من انتمائه السياسي والديني. وأطلق هذا المشروع بالتعاون مع مجلس الفنون الدنماركي وبمساعدة سفارة الدنمارك. وسيتم تنظيم عروض ل”كل آخر نفس” في جنوب لبنان وشماله وشرقه، وفي 18 يونيو الحالي ستدخل الفرقة سجن بعبدا للنساء لتقدم عرضها أمام السجينات. وتقول جوليان عرب في هذا الصدد “الفن في نظرنا ليس موجهاً فقط للنخبة، بل أيضاً نذهب إلى الأماكن الذي يمكن للفن أن يغير فيها، وأن يؤثر”. ومن المقرر أن يقدم “كل آخر نفس” بعد لبنان في بولندا والولايات المتحدة والصين والدانمارك والسويد وسنغافورة. وتشدد جوليان عرب على أن لفرقة “مانكوبي” المتجولة رؤية خاصة للفنون التي هي وسيلة للتفاهم والتبادل وفهم الآخر. وتقول “مشاريعنا قائمة على التعاون الدولي إذ نقوم بإنتاجات مع فرق رقص في الصين مثلاً، وننظم ورش عمل في أماكن عدة، ونقدم أعمالنا في أماكن لا يجرؤ الفنانون على دخولها عادة، كالكاميرون وكينيا”. أ ف ب | بيروت