لم تعد ظروف العروسين هي المحدد لمواعيد الزواج في السعودية، بل دخل على الخط عوامل أخرى، أهمها حجوزات قاعات الأفراح، التي أصبحت الفيصل في إقامة حفلات الزواج في موسم الصيف؛ فغالبا ما تسدل قاعات الأفراح الستار على مواعيد حجوزاتها قبل انطلاق إجازة الصيف بشهور عدة، وبخاصة في مدن السعودية الكبيرة التي تحظى بكثافة سكانية عالية مما دفع إلى استئجار الإستراحات لإقامة حفلات الزواجات فيها. ارتفاع أسعار واللافت للنظر هو ارتفاع أسعار قصور الأفراح، حسب تأكيدات قائمين عليها، خلال العامين الماضيين 40 في المئة؛ بسبب إقبال الشباب على إقامة أفراحهم بها؛ لتوفير أماكن لحضور المدعوين من الأقرباء وغيرهم. وقد دفع ذلك كثيرا من الشباب إلى التوجُّه لاستبدال استراحات مجهزة بقاعات الأفراح التي ارتفعت أسعارها؛ لإقامة حفلات الزواج. لكن الاستراحات ارتفعت أسعارها هي الأخرى بنسبة 30 في المئة؛ ما دفع غالبية المقبلين على الزواج إلى التنازل عن إقامة زيجاتهم خلال إجازة الصيف. تكاليف تشغيل وأكد مستثمرون وعاملون في تأجير قصور الأفراح في الرياض أن قيمة الإيجارات خلال العامين الماضيين ارتفعت عما كانت عليه قبل ثلاثة أعوام؛ وذلك بسبب الزيادة في التكاليف التشغيلية، التي قدروها ب55 في المئة، وقلة أشهر الإجازة التي تكثر فيها حفلات الزواج، باستثناء شهر رمضان المقبل. وتتراوح أسعار قصور الأفراح بين 39 و64 ألف ريال للفئة المتوسطة. وأشار مستثمرون إلى أن نسبة الإشغال لموسم الصيف في القصور بلغت حتى الآن نحو 90 في المئة. وأضافوا أنها جاءت بانخفاض طفيف عن تشغيلها، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مرجعين ذلك إلى ازدياد عدد القاعات الصغيرة ذات التجهيزات الفخمة في العاصمة السعودية الرياض، التي نالت إقبال السعوديين عليها بكثرة خلال الأعوام الأخيرة. اليخت وأوضح فتحي مجيد مدير قاعة (اليخت) شرق العاصمة السعودية لشمس” أن التكاليف التشغيلية زادت على ملاك القصور بنحو 46 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وتشمل هذه التكاليف الغاز والكهرباء والمواد الاستهلاكية، ومنها المواد الغذائية والخضار. وأضاف أنها ساعدت على زيادة المصاريف التي تدفعها قصور الأفراح. وقال: “زادت تكلفة إقامة البوفيهات المفتوحة فيها، وبعض الطلبات الإضافية التي يقوم المستأجر بطلبها، كتجهيز القاعات النسائية بالإنارات ومكبرات الصوت، التي ارتفعت أسعار تأجيرها للقاعات 50 في المئة”. وذكر فتحي مجيد أن نسبة الإشغال انخفضت 4 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مرجعا السبب في ذلك إلى زيادة أعداد القاعات الصغيرة ذات التجهيزات الفخمة، التي تشهد إقبالا كبيرا من المقبلين على الزواج من ذوي الدخل المحدود. الاستراحات (أوكد) وقال علي البكيلي، عامل يمني في إحدى الاستراحات التي اتخذها السعوديون بديلا لصالات الأفراح: “الاستراحة تم تجهيزها تجهيزا كاملا لمتطلبات الزواج”. وأضاف أنها “أصبحت تنافس القصور صاحبة الخبرة في هذا المجال”. وأشار إلى أن “الحجوزات من نهاية يوليو حتى نهاية أغسطس تمت تغطيتها بنسبة 99 في المئة”. وقال: “مصروفاتنا أقل بكثير من مصروفات صالات الأفراح الكبيرة، والأسعار تتراوح ما بين 12 الفا وسط الأسبوع و17 ألفا في نهايته”. تأجيل فارتفاع ورأى بندر المبشر، أحد الشباب المقبلين على الزواج، أن أسعار قصور الأفراح سجلت ارتفاعا مخيفا للشباب المقبل على الزواج خلال إجازة الصيف، وقال: “فكرت في تأجيل زواجي العام الماضي بسبب ظروفي المادية”. وأضاف: “لكنني فوجئت بأن مصاريف حجز قاعة الأفراح لإقامة زواجي زادت عن العام الماضي بمعدل كبير”. وذكر أن ذلك دعاه إلى الاقتراض من أحد البنوك لإقامة حفل زواجه خلال إجازة صيف هذا العام. وقال المبشر: “ذهبت العام الماضي إلى إحدى قاعات الأفراح شرق الرياض، فطلبوا مني 39 ألف ريال؛ لإقامة حفل زواجي وسط أيام الأسبوع”. وأضاف: “عدلت عن فكرة إقامة زواجي، وقمت بتأجيله لهذا العام، لكنني فوجئت بأن سعر القاعة نفسها ارتفع إلى 59 ألف ريال”. وباستغراب قال المبشر: “لا أعلم الأسباب”. وأضاف: “حاولت أن أناقش مدير القاعة فرد علي قائلا (تبغى وإلا مع السلامة)”. وطالب الجهات صاحبة الاختصاص في وزارة التجارة بحل الأزمة؛ للمساهمة في الحد مما أسماه “جشع التجار على حساب متوسطي الدخل”. إلى المسيار وقال تركي العتيبي: “كنت أجهز لإقامة حفل زواجي خلال إجازة الصيف الجاري، لكن بسبب ارتفاع تكاليف حفلات الزواج أجلته إلى أجل غير مسمى”. وأضاف: “ارتفاع الأسعار صار جنونيا، حتى الاستراحات التي كانت في السابق يتراوح سعرها ما بين 7 آلاف ريال و12 ألفا ارتفعت أسعارها 50 في المئة”. وذكر أن “تكاليف الزيجات في السعودية تساهم في تأخير زواجات السعوديين، وتدفع الشباب دفعا إلى تفضيل زواج المسيار”.