بدأت الولاياتالمتحدة أمس، ممارسة الضغوط على دول منطقة اليورو من أجل تسوية أزمة الديون، ووصل وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر أمس إلى ألمانيا للاجتماع مع مسؤولين في منطقة اليورو على مدى ثلاثة أيام لحثهم على أخذ إجراء حاسم لدعم الوحدة النقدية وحل أزمة الدين. وتخشى إدارة باراك أوباما من تفاقم الأزمة في أوروبا ما يؤدي إلى تعرض الاقتصاد الأمريكي لضربة قوية توقف وتيرة نمو الوظائف التي ما زالت ضعيفة وهو ما يهدد آمال أوباما بشأن إعادة انتخابه. خطوات لإعادة الثقة وأفادت مصادر مطلعة، أن جايتنر سيضغط على الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي والإدارتين الجديدتين في إسبانيا وإيطاليا ووزير مالية ألمانيا للاتفاق خلال قمة الاتحاد الأوروبي المهمة بعد غد الجمعة، على خطوات تمنح الأسواق ثقة بأن دول منطقة اليورو لن تتخلف عن سداد ديونها، وأن بنوك المنطقة ستظل تتمتع بالسيولة. والتقى الوزير الأمريكي في محطته الأولى أمس، رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي وحثه على إقراض صناديق الإنقاذ الأوروبية من خلال المركزي الأوروبي لتعزيز قدراتها. واجتمع مع جنز ويدمان الذي قاد المعارضة لتولي البنك المركزي الأوروبي دورا أكبر. كما عقد لقاء مع وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبلة .فيما يجتمع اليوم الأربعاء مع الرئيس الفرنسي ساركوزي ووزير ماليته فرانسوا باروان في باريس . انهيار العملة من جهته دعا مؤسس مركز أبحاث الاقتصاد والسياسة في واشنطن دين بيكر، مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى اتخاذ خطوات جادة لدعم دول منطقة اليورو، بعد رفض البنك المركزي الأوروبي أن يكون الملاذ الأخير لإقراضها. محذرا من أن تلقى إسبانيا وإيطاليا مصير اليونان، ما يؤدي إلى انهيار عملة اليورو ومشروع الوحدة الأوروبية . وقال المحاضر في جامعة ميتشجان لصحيفة «الجارديان» البريطانية أمس الأول، «إذا كان المركزي الأوروبي يفتقر إلى الكفاءة في إدارة الاقتصاد في منطقة اليورو، فإن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى سوف تضطر إلى التدخل، لأن منطقة اليورو أمر مهم للاقتصاد العالمي والسماح بتدميرها أمر مستحيل». إجراءات تقشفية وأضاف أن اقتصاد منطقة اليورو أكبر من أن يفشل، مشيرا إلى أن العالم ينتظر معرفة ما إذا كان المركزي الأوروبي سوف يقوم بدور الضامن للديون السيادية للدول في منطقة اليورو، أم أنه سيترك الأزمة تتفاقم.وأشار إلى أنه إذا لم يتحرك البنك المركزي، فالنتيجة ستكون اتخاذ إجراءات تقشفية في كل بلد تعاني من بطء الناتج المحلي الإجمالي، وطرد العمال من وظائفهم، وارتفاع معدلات البطالة. دوامة الهبوط محذرا من أن هذا الأمر سيقود إلى دوامة الهبوط الشهيرة التي أغرقت اقتصاد اليونان، متوقعا أن يكون مصير إيطاليا وإسبانيا مثلهما في القريب العاجل، وبالتالي يجب على المركزي الأوروبي أن يؤدي دوره، إذ أن تداعيات التعامل الفوضوي مع إيطاليا وإسبانيا سيقود إلى تعثر البنوك في منطقة اليورو.ولم يستبعد الخبير الأمريكي، أن يؤدي ما وصفه بالتعامل الهزلي مع أزمة اليورو إلى أزمة عالمية ثانية، يتبعها ارتفاع حاد في معدلات البطالة على مستوى العالم وليس في منطقة اليورو فحسب، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى انهيار المنطقة برمتها وبالتالي ستذهب عملة اليورو والتجربة النقدية إلى سلة التاريخ.