تشكل الحوادث المرورية نسبة كبيرة من أسباب الوفيات، والإصابات سنوياً في المملكة وتتعدّد أسباب هذه الحوادث مابين السرعة القاتلة، وعدم صيانة المركبة وغيرها من الأسباب التي تتعلّق بالسائق، أو بالمركبة وهناك سبب يشكل %3 كما صرّح أحد مسؤولي أمن الطرق. إنها الجمال السائبة على الطرق السريعة التي ذهب ضحيتها العشرات، من الأبرياء من مرتادي الطرق، ولقد تحوّلت الجمال التي تتحرك على امتداد الطرق السريعة دون حسيب، أو رقيب إلى ألغام متحركة تهدّد حياة الكثيرين من قائدي المركبات، والمسافرين فلا يخلو طريق من طرق المملكة من الحوادث التي يكون سببها الرئيس تلك الجمال التي تفاجئ قائدي المركبات مسببة لهم إصابات خطيرة ومميتة، وعلى الرغم من المناشدات المتتالية والتي يطلقها المواطنون ومرتادو الطرق السريعة لإيجاد الحلول الناجعة لظاهرة الجمال السائبة، إلا أن هذه المناشدات لم تلق الاستجابة فهل نحن بحاجة لمزيد من الضحايا حتى يتمّ التحرّك من قبل الجهات المسؤولة وإيجاد الحلول لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة؟ إن هذه الحوادث تشكل هدراً للموارد المادية والبشرية، والتي نحن بأشد الحاجة لها والاستفادة منها، ولقد حان الوقت لمواجهة هذه الظاهرة التي تهدّد حياة المسافرين على الطرق السريعة، فبدلاً من إلقاء اللوم على أصحاب الجمال، على وزارة النقل توفير ممرات آمنة لتسهيل عملية انتقال الجمال من جهة لأخرى والاهتمام بإنارة الطرق في الأماكن التي يكثر فيها عبور الحيوانات السائبة، كما أن وضع السياج الجانبي للطرق سوف يساهم في وقف نزيف الدم. إنَ أرواح الناس غالية فلا تستهينوا بها.