سبب الاختلاف وقال ابن منيع، إن سبب الاختلاف في تحديد التاريخ الهجري يكمن في كون آخر يوم من شهر ذي الحجة كان الجمعة 29، وذلك لغروب شمس يوم الجمعة قبل القمر ب13 دقيقة، وهو ما ينتج في نهاية المطاف أن شهر ذي الحجة لم يكتمل كما في الرواية الرسمية الصادرة من المحكمة العليا، وأن يوم الأحد الماضي يكون التاسع من محرم، والإثنين العاشر من محرم، وأمس الثلاثاء الحادي عشر. تفسير المحكمة العليا وفي رواية المحكمة العليا، التي يُخالفها الشيخ ابن منيع جملةً وتفصيلاً، يكون أمس الثلاثاء هو اليوم العاشر من شهر محرم، بناءً على ثبوت دخول شهر ذي الحجة عام 1432ه ليلة الجمعة الموافق 1/ 12/ 1432ه، المصادف 28/ 10/ 2011م، حسب تقويم أم القرى. وقالت المحكمة العليا في بيانٍ لها إنه بالنظر لعدم ثبوت رؤية هلال شهر الله المحرم ليلة السبت الموافق 1/ 1/ 1433ه، حسب تقويم أم القرى، ولعدم ورود خلاف ذلك طيلة الأيام الماضية، ولقوله صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا، وهكذا، وهكذا، ثم عقد إبهامه في الثالثة، فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين، ولقوله صلى الله عليه وسلم “فإن لم تروه فأكملوا العدة ثلاثين”، وفي رواية “فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين”، وبناءً على ثبوت دخول شهر ذي الحجة عام 1432ه ليلة الجمعة الموافق 1/ 12/ 1432ه، المصادف 28/ 10/ 2011م، حسب تقويم أم القرى، يكون يوم الإثنين الموافق 10/ 1/ 1433ه، المصادف 5/ 12/ 12011م، حسب تقويم أم القرى، هو اليوم التاسع من شهر محرم، ويوم الثلاثاء الموافق 11/ 1/ 1433ه، المصادف 6/ 12/ 2011م، حسب تقويم أم القرى، هو اليوم العاشر. الاهتمام بالفلك وطالب الشيخ ابن منيع، في الوقت ذاته، بالاهتمام بعلم الفلك، وإعطائه ما يستحق من النظريات والقطعيات، لأن ذلك يترتب طبقاً لتعبيره مع عباداتٍ عدة من عبادات المسلمين. ولم يُعارض اللجوء للآلات التقنية الحديثة، والتي من الممكن أن تختصر الوقت والجهد في تحديد دخول الأشهر وخروجها، معتبراً الطريقة التقليدية، التي تكمن في الرؤية بالعين المجردة، والتي تتم عبر مهتمين برؤية الأهلة بشكل شهري، غالباً ما تكون مثار اختلاف. وقال إن الآلات الحديثة، والمراصد، جاءت لتعين المسلمين على التثبت من دخول الأشهر، ليؤدوا عباداتهم في وقتها الصحيح. لا داعي للتدريب وقال إن المترائي لا يحتاج إلى تدريب، بل يحتاج إلى قوة بصر. ورؤية القمر إن تمت بشكل واضح، فإنها تقطع الشك والجدل، وفي حين عدم رؤيته بوضوح، فمن الطبيعي، ومن السهل، أن نلجأ إلى علم الفلك، الذي يقوم في أساسه على النفي دون الإثبات، فأمور الناس في هذه الآونة انسجمت وترتبت مع علم الفلك، في حال إعطائه جميع ما يتطلبه من نظرياتٍ وقطعيات. وأسهب الشيخ ابن منيع في شرحه للتفاصيل التي تكتنف قضايا رؤية الأهلة، ولم يُمانع من تدريب مُهتمين بالرؤية، لكنه يرى أن العصر تخطى وتعدّى تدريبهم، بالاعتماد على علم الفلك وما يحويه من وسائل متقدمة ومتطورة تقطع الشك باليقين، حال استخدامها واللجوء إليها، كالمناظير والتليسكوبات، التي تُسهّل رؤيته، والتثبت من رؤية ما يصعب رؤيته بالعين المجردة. ما يرتبط بالعبادات وأضاف قائلاً إن رؤية الأهلة ترتبط بعبادات عدة موقتة، إن تمت تأديتها خارج الوقت المحدد لها لا تصح ولا تجوز، وإن تمت في خارج وقتها تعد مسقطةً للواجب، ولا شك أن الصوم من أهم العبادات، والحج أيضاً، وهي عبادات ترتبط برؤية الهلال، لقول الرسول عليه الصلاة والسلام “صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته”، ومن هذا المنطلق هنالك اشتراط بالتأدية برؤية الهلال، كدليلٍ على ثبوت دخول وقت العبادة. وقال إن الرؤية وسيلة إثبات، فبدء الوقت وانتهاؤه أمرٌ مهم، والرؤية هنا وسيلة بوضوحٍ وتجلٍّ، ومن هذا المنطلق، يتأكد ضرورة أن علم الفلك له الأثر الدقيق، من حيث دخول الأشهر وخروجها، وسبر مسارات الشمس والقمر، وبناءً على هذا الأمر، يجب التعامل مع علم الفلك كوسيلة إثبات دقيقة ترتكز عليها أمور وعبادات المسلم، كالتي ذكرناها في السابق، من صوم وحج وفطر، وغيرها”. وبيّن تداخل واعتماد العبادات وفقاً لعلوم الفلك، وتأكيدها أن القمر غرب قبل الشمس، وأحياناً الشمس تغرب قبل القمر، وهنا يجب الأخذ بذلك، ومن هذا المنطلق يجب العناية بعلم الفلك، الذي يُحدد بما لا يدع مجالاً للشك الرؤية، من حيث غروب القمر قبل الشمس، أو العكس، ومتى أُثبتت الرؤية في علم الفلك، تصح هنا بعض العبادات المرتبطة بالدرجة الأولى بالرؤية من عدمها، وتحتاج الرؤية في هذا الموقع للإثبات القطعي، لا الشك. لا اجتهاد شخصياً ومضى الشيخ الدكتور عبد الله بن منيع، عضو هيئة كبار العلماء، والمستشار في الديوان الملكي، يقول “إن على طلبة العلم ضرورة عدم التدخل في ما يتم إثباته، وما يتم رؤيته بشكلٍ قطعي، لاعتبار أن بعض الأمور غير قابلة للاجتهادات الشخصية، خصوصاً تلك التي ترتبط بعبادات المسلم، على حد قول الشيخ ابن منيع. تأكيدات ابن منيع هذه تحسم الجدل الذي تشكل بناءً على نقص يومٍ واحد من شهر مُحرم الحالي، وواجه المجتهدون من المسلمين أنفسهم أمام صيام يومين، بدلاً من يومٍ واحد، وهو يوم عاشوراء، والمُستحب صيام يوم قبل عاشوراء، أو بعده.