قصة سوريا الآن هي مأساة وفضيحة في نفس الوقت. يوما بعد يوم، تقوم الشرطة والجيش في سوريا بإذلال وتخويف وقتل عشرات المواطنين. كبارا وصغارا، مثقفين وجهلة، أغنياء وفقراء. جميعهم أصبحوا أهدافا. في يوم واحد فقط، منذ أسبوعين، قتل شباب بشكل إفرادي برصاصات في رؤوسهم. وما يسمى ب «العالم المتحضر» لا يحاول حتى إيقاف المذبحة. قادة هذا العالم يصدرون بيانات، لكن إراقة الدماء مستمرة. الوضع المستمر منذ أكثر من 14 شهرا لا يبدو أنه سينتهي قريبا. عندما يسألهم أحد، يهز قادتنا أكتافهم ويقولون: «وماذا نستطيع أن نفعل عندما يقوم قائد انتخب بديموقراطية زائفة بتعذيب وسجن وقتل على نطاق واسع، مئات من مواطنيه، ماذا يمكن أن يمنعه؟» التدخل العسكري؟ لا. لم لا؟ لأن الشعب الأمريكي تعبوا من شن حروب بعيدة. قرارات أمم متحدة؟ روسيا والصين يجعلونها لا قيمة لها تماما. عقوبات اقتصادية؟ الرئيس بشار الأسد لا يخشاها. طرد الدبلوماسيين؟ هذه تقدم عناوين فقط، لا أكثر. ما هي الخطوة الاستراتيجية التي ينصح بها من الناحية العملية لتقدم نتائج سياسية. لست متأكدا أن المقاومة المسلحة هي الحل الوحيد. العقوبات الاقتصادية أثبتت فشلها في أماكن أخرى. ولكن لم لا نتخيل أن خيارا آخر يمكن أن يقدم أثرا مهما؟ لماذا لا نحذر الأسد بأنه إذا لم يتوقف عن سياسته المجرمة التي يتبناها فسيتم اعتقاله ونقله إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية؟ مثل هذه التهمة سيكون لها أثر مثبط. سيخسر أي تأييد، أي تعاطف، في العالم بشكل عام. لن يدافع عنه أي شخص محترم. لن تقدم له أي دولة الملاذ. * إيلي ويزل