راقني كثيراً وأنا أستمع لأستاذي الدكتور صلاح الراشد فلسفته الخاصة عن قانون المقاومة، الذي في مجمله يشير إلى «أن ما تقاومه يصبح جزءاً من حياتك»، والحقيقة أن في ذلك التعريف كثيراً من الصحة عندما نحكم عليه بواقع مشاهداتنا اليومية لأناس كثيرين نراهم في حياتنا، فذاك يقاوم المرض بشكل مبالغ فيه، فيصبح المرض جزءاً منه، وتلك تقاوم الظلم وتكثر الشكوى، فيصبح الظلم جزءاً منها، وما نسقطه في الخارج هو تعبير حقيقي لما يدور في الداخل، ذلك لأن صوت «الأنا» العالية في الداخل تبحث دائماً عن الأخطاء من حولنا، وتشعرنا بأن السبب الحقيقي وراء تعاستنا هم الآخرون، وبالتالي فإنني أرى أن مقياس السعادة والتعاسة عند الفرد هو مدى استماعنا وتضخيمنا لتلك «الأنا» العالية. والحب والتسامح سمة قلَّما تجدها في البعض، وإن وجدتها وجدت معها شخصية تنعم بالسلام الداخلي حتماً، فالشخصية المتسامحة تؤثر الحب دوماً على الخوف، والسلام على الصراع، وعلى النقيض تماماً، فالشخصية غير المتسامحة سر صراعها الدائم خوفها المستمر وتحفزها الدائم على مكامن الخطر المجهول، وبالتالي تصبح تلك الشخصيات ما تقاومه دائماً. وكسؤال نطرحه على أنفسنا قبل الآخرين، هل نتسامح أم لا؟ هل من السهل أن نطوي صفحات في كتاب حياتنا عنوانها «الظلم والإساءة»، وغيرها من أخطاء موجعة، جروح مؤلمة.. أم أن الإنسان ليس ملاكاً لينسى ويسامح من أخطأ في حقه واستهان بمشاعره؟ أم أن الإنسان الطيب المتسامح المعروف بسرعة الغفران لا يملك حساً في نظر الآخرين، ويظل شماعة يرمي عليها الآخرون أخطاءهم، لأنه لا يأخذ موقفاً معادياً، ولا يصدر عنه رد فعل سلبي تجاه الطعنة التي تلقاها، ولذلك تكثر طعنات الناس في ظهره دون أي اعتبار لغضبه. ويبقى السؤال المهم الملح دوماً: هل التسامح قوة أم ضعف؟ قل لي ما هو خيارك، أقل لك كيف تكون! كل إنسان ناجح لديه قصة مؤلمة وكل قصة مؤلمة لها نهاية ناجحة فتقبل الألم واستعدَّ للنجاح.