هل وفت الثورة الإيرانية بوعودها للشعب؟ الدولة المتهمة باختلاس مليارات الدولارات من قبل كبار قادتها، أليست دولة فاسدة؟ دولة لا يمرّ يوم إلا وتنشر فيه أخبار جديدة عن النهب والاختلاس والرشوة في مختلف قطاعاتها كالصحة والضمان الاجتماعي والبنوك والمؤسسات، أليست فاسدة؟ دولة تتهم جميع مسؤوليها السابقين، كرئيس الوزراء، رؤساء البرلمان، رؤساء الجمهورية، الوزراء ومئات الأعضاء، بالسرقة والخيانة والجوسسة وبعشرات التهم الأخلاقية والسياسية الأخرى، أليست دولة فاسدة؟ بعدر مرور 23 سنة على موت «الخميني»، وبسيل من الأسئلة والانتقادات اللاذعة، يستهل صحفي إيراني معتقل رسالته الموجّهة إلى «حسن»، حفيد «الخميني»، ويذكره بالوعود الكثيرة التي قطعها «جدّه» للشعب الإيراني وحقوق الأقليّات الدينية والمذهبيّة والشعوب غير الفارسيّة التي تعيش تحت وطأة احتلال الدولة الإيرانية، ويؤكد له أن واقع الحال يبيّن حجم الغدر بالنسبة لحكّام امتطوا الثورة وسرقوا انجازاتها وعبثوا بأهدافها وسحقوا تطلعات الشعب وصادروا كافة حرياته الأساسية وحقوقه الإنسانية. فأين وعد «الخميني» بحق تقرير المصير لكافة الشعوب وفقاً لما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة؟ خاصة وأن «الخميني» اتخذ من حبال المشانق مصيراً للآلاف، والاعتقال والتعذيب النفسي والجسدي الشديد لأضعافهم، وهجّر الملايين من أبناء الشعوب التي ضحّت بدمائها في سبيل انتصار الثورة ضد الطاغية «محمد رضا بهلوي». وأين حقوق الأقليات الدينية والمذهبية والشعوب غير الفارسية من أعمال القمع الوحشي والإبادة الجماعية والمنع من بناء المساجد وتدمير المقابر والحرمان من التعليم والعمل على محو هويّتهم وطمس معالمها، وتهجيرهم القسري وإفقارهم الاقتصادي، من قبل حكام إيران؟ وينهي الصحفي رسالته «لحسن خميني» بالسؤال: «أين هي وعود الثورة للشعب الذي عاهدها بالدم»؟!