لاقى فيلم “في أرض الحب والعسل” ضجة أثارها ضده صرب البوسنة، واعتبروه منذ عرضه في مهرجان برلين السينمائي الماضي بأنه فعل تعدّ مسيء لهم، لما فيه من انتقادات سياسية لتصرفات قادة الحرب إبان الحرب على البوسنة. وفي تجربتها الإخراجية الأولى، اهتدت الفنانة الأميركية أنجلينا جولي إلى فكرة كتابة سيناريو الفيلم من قصة حب في زمن الحرب، بعد أن سافرت إلى البوسنة والهرسك، باعتبارها سفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة. وخلال مرحلة كتابة السيناريو، تشاورت مع ديبلوماسيين أمريكيين رفيعي المستوى في إدارة كلينتون الرسمية، ومنهم ريتشارد هولبروك، الذي كان أحد مهندسي اتفاق دايتون الذي وضع حداً لحرب البوسنة، والجنرال ويسلي كلارك الذي كان مديراً للخطط الاستراتيجية والسياسة العامة في وزارة الخارجية الأمريكية خلال الحرب. وبعد الانتهاء من السيناريو، وتأمين فريق الإنتاج والتمويل للمشروع الذي كان يطلق عليه حينها “قصة حب بوسنية غير معنونة”، أدركت جولي في مرحلة اختيار المدير أنها تريد أن تتصدى لفكرة إخراجه بنفسها. ومرّت عملية الإنتاج بمراحل مربكة، وتم تصوير فيلم “في أرض الحب والعسل” بين بودابست وأزترغوم، ويصب الفيلم اهتمامه، كما أرادت جولي، وفي مدار قصتها ورؤيتها الإخراجية، على حياة الناجين من الحرب، حين تقول في أحدى مقابلاتها الصحفية عن الفيلم “كان هذا، كما تعلمون، من أسوأ جرائم الإبادة الجماعية منذ الحرب العالمية الثانية في أوروبا.. ماذا كنا نفعل؟ وهل فعلنا ما يكفي؟ ولماذا لا نتحدث عن هذا بما فيه الكفاية؟”، ورداً على انتقادات حول عدم توازن فيلمها، قالت إن “الحرب لم تكن متوازنة. لا أستطيع أن أفهم الناس الذين يبحثون عن التوازنات غير الموجودة، وهناك بعض الناس الذين لا يريدون أن نذكرهم بهذه الأشياء، فضلاً عن الذين ينكرون أن هذه الأشياء حدثت فعلاً. هؤلاء الناس هم الذين سيغضبون”. الغضب الصربي وصف الفيلم بأنه “تشويه هوليوودي”، كما حصل على آراء متباينة فنياً في الصحافة الأمريكية، إلا أنه رغم ذلك أشار إلى قصة إنسانية في زمن الحرب لا تزال آثارها باقية حتى الآن في وجوه أجيال شهدتها، أو عاشت على أنقاضها.وقابلت جولي هذه الآراء بقولها “من رأى الحرب سيعرف جيداً أن القدر الذي ظهر في الفيلم هو ضئيل جداً مقارنة بالحقيقة، ولا أعتقد أن هناك فيلماً سينمائياً، مهما حاول، سيكون قادراً على إظهار الدمار والدماء والحزن التي تتركها الحرب”. وتدور أحداث الفيلم في سراييفو على خلفية الحرب البوسنية التي مزقت منطقة البلقان في بدايات تسعينيات القرن العشرين، من خلال قصة امرأة بوسنية شابة تقع في غرام جندي صربي، مما يضعهم في أزمة حقيقة، نظراً للوضع الذي ولدت من خلاله علاقتهم، وتأثيرات هذه الحرب عليهم.