تصريحات واهية ومثيرة للسخرية والاستهزاء، أطلقها «محمد كلبايكاني» مدير مكتب «خامنئي» بقوله إن «الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا ركع أمام خامنئي» وقال له: «أنت قائدي» أثناء زيارته لإيران قبل عشرين سنة. ونفت السيدة «بريدغت مسانجو» مديرة مكتب «مانديلا» أقوال «كلبايكاني» ووصفتها «بالمضحكة والمؤسفة»، وبيّنت أن «مانديلا» بسماعه الخبر، أكد فشل مساعيه لعدم احترام الحكومة الإيرانية لحرية رأي مواطنيها، وأن صورة الفتاة «ندى آقا سلطان» التي قتلتها قوات الأمن الإيرانية في الشارع إبان الاحتجاجات على تزوير انتخابات الرئاسة عام 2009 ظلّت معلقة في مكتب «منديلا» فترة طويلة. وأعاد «كلبايكاني» أكاذيبه مؤخراً بعد أن أطلقها منذ أقل من عام، وأكدت السيدة «مسانجو» جهل قادة إيران الثقافة الأفريقية وكذلك أخلاق وأدب «مانديلا» في خطابه، وأشارت إلى ضرورة التفريق بين الاحترام والتبعية، ورفضت بشدّة تحريف الخطاب السياسي «لمانديلا».. وزار الأخير، إيران مرّتين، ورفض تلبية دعوة رسميّة لزيارتها ثالثة، عام 2004 بسبب عدم احترام «خامنئي» لصوت الشعب الإيراني. وللزعيم الأفريقي ذكريات غير سارّة من زياراته لإيران، وفي إحدى لقاءاته «خامنئي» لاحظ أن الأخير يجلس على الكرسي بينما يجلس الآخرون على الأرض، وطلب إحضار كرسي ورفض الجلوس على الأرض بسبب الآلام في قدميه. وتصريحات «كلبايكاني» تبدو خارجة عن الأعراف والأداب الدبلوماسية، وتؤكّد الشعور بالنقص فيما يتعلق بمفهوم «السيادة» لدى قادة إيران، مردّها خلق الأكاذيب والإحساس بعدم مشروعيّة سيادتهم في الحكم وبطلانها، على غرار الادعاء الباطل بالسيادة على دولة الأحواز العربية والجزر الإماراتية المحتلة، ومطالبتهم بضم مملكة البحرين إلى السيادة الإيرانية التي لم تتجاوز حدود هضبة فارس خلف سلسلة جبال «زاكروس» بعيداً عن «الخليج العربي».