توقع اقتصاديون مصريون ارتفاع حجم الاستثمارات السعودية في مصر خلال السنوات الثلاث المقبلة، بما يزيد على ضعف حجم الاستثمارات الحالية، استناداً إلى اتفاقات تم عقدها أخيراً بين شركات سعودية والحكومة المصرية. وأكد خبراء استثمار عدم تأثر الاستثمارات السعودية في مصر باضطرابات الأحوال السياسية خلال المرحلة الانتقالية وحتى الآن. وكشف آخر تقرير لهيئة الاستثمار المصرية عن أن المملكة العربية السعودية ما زالت تتصدر الدول الأكثر استثماراً في مصر بعد قيام الثورة. تأسيس شركات جديدة في مصر ورصد التقرير تأسيس 120 شركة سعودية جديدة في مصر خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر2011 ، وبلغ رأسمالها نحو 1.3 مليار دولار (4.8 مليار ريال تقريباً). وتنوعت الشركات الجديدة بين قطاعات المقاولات والخدمات والصناعة والسياحة واستصلاح الأراضي الزراعية. ويزيد عدد الشركات السعودية في مصر بشكل عام على 2400 شركة برؤوس أموال تتجاوز 10 مليارات دولار، بينما تقدر استثماراتها بنحو ثلاثة مليارات دولار، ما يجعلها الدولة العربية الأولى في قائمة الدول المستثمرة في مصر، والثانية عالمياً بعد الولاياتالمتحدة. ثقة المستثمر السعودي في السوق المصرية وقال رئيس هيئة الاستثمار المصرية المهندس أسامة صالح إن «الاستثمارات العربية في مصر بشكل عام لم تتأثر بعد ثورة يناير، بل إنها حققت ارتفاعاً واضحاً، ما يعكس ثقة المستثمرين السعوديين في استقرار الأوضاع في مصر». وأضاف أن «الهيئة لم ترصد أي تعطل لمشروعات سعودية داخل مصر خلال الشهور الأخيرة، كما لم تشهد الشركات السعودية العاملة في مختلف القطاعات الاستثمارية أي تسريح لعامليها»، موضحاً أن «التوقعات المبدئية تشير إلى حدوث ارتفاعات كبيرة في الاستثمارات السعودية في مصر، نتيجة تنفيذ مشروع الهيدروكربونات الجديد، الذي يبلغ رأسماله 150 مليون دولار». وذكر أن هيئة الاستثمار «أنشأت وحدة متخصصة لمتابعة أي شكاوى أو معوقات تواجه المستثمرين السعوديين، باعتبارها من الاستثمارات الاستراتيجية في مصر»، مؤكدا أن «الاستثمارات السعودية أكثر استقراراً وثباتاً من غيرها من الاستثمارات الأجنبية في البلاد، بسبب قوة العلاقات ومتانة الروابط». شراكات جديدة لدعم العلاقة من جهته، أفاد أمين عام اتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومي، إلى إن «الاستثمارات السعودية في مصر لم تتراجع خلال شهور ما بعد الثورة، كما توقع البعض أو أشاع»، موضحاً أن «هناك مشروعات عديدة، سيتم تنفيذها خلال العامين المقبلين، مشاركة بين مستثمرين مصريين وسعوديين، فضلاً عن قدوم شركات سعودية كبرى للاستثمار بشكل مباشر في مصر». وأشار إلى أن «مصر تُعد بيئة استثمار ناجحة خلال السنوات المقبلة»، مؤكداً أن «تقارير دولية عديدة توقعت أن تصبح مصر من أقوى 10 اقتصادات واعدة في العالم». قوة العلاقات تعزز الاقتصاد بدوره، وصف رئيس الجانب المصري في مجلس الأعمال المصري – السعودي المهندس إبراهيم محلب، استثمارات السعودية في مصر بأنها «مشرفة وتعكس قوة ومتانة علاقات البلدين». وقال إن «آخر اجتماعات مجلس الأعمال المشترك بين البلدين أوصى بإنشاء صندوق مشترك لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما تم تشكيل مجموعات عمل لحل أي مشكلات تواجه المستثمرين السعوديين في مصر. وتوقع محلب أن تشهد استثمارات السعودية في مصر طفرة كبيرة خلال المرحلة القادمة في ظل تقارب علاقات البلدين على المستويين السياسي والاقتصادي. دعم قطاع الصناعة باستثمارات سعودية وأبان رئيس اتحاد الصناعات المصرية السابق الدكتور عبد المنعم سعودي أن الشركات السعودية العاملة في قطاع الصناعة في مصر «حققت نجاحاً جيداً، ما يعكس جدية تلك الاستثمارات وحرصها على أن تكون قيمة مضافة للاقتصاد المصري». وقال إن «السنوات الأخيرة شهدت دخول مجموعات كبيرة إلى سوق الصناعة المصرية، مثل صافولا والمراعي، فضلاً عن الاستثمارات القائمة في قطاعات أخرى كالتمويل والتشييد والبناء. وأشار سعودي إلى أن «مستقبل الاستثمارات السعودية في مصر مرهون بقدرتها على تخطي المرحلة الانتقالية بسرعة، والتحول الديمقراطي، وتحقيق الشفافية المثلى»، متوقعاً أن «تشهد مصر خلال الشهور المقبلة دخول مزيد من الشركات السعودية إلى مختلف القطاعات، خاصة قطاعي الصناعة والخدمات». مناخ الاستثمار لم يتأثر بالثورة واعتبر العضو المنتدب لشركة رخاء للاستثمار الزراعي المهندس سلطان الدويش أن «مناخ الاستثمار المصري لم يتأثر نتيجة بعض الاضطرابات التي تعرضت لها مصر بعد الثورة. وأوضح أن «الشركة السعودية لم تقلص أياً من مشروعاتها داخل مصر، لكنها تسعى للتوسع، إذا حصلت على أراضٍ زراعية أخرى»، مشيراً إلى زراعة 10 آلاف فدان قمح، و6 آلاف فدان ذرة خلال الفترة الماضية». وأضاف أن الشركة «تستهدف زراعة 100 ألف فدان في منطقة شرق العوينات بعمالة مصرية. وقال سلطان إن «مصر دولة واعدة في مجال الاستثمار الزراعي، خاصة في ظل وجود أراضٍ عديدة قابلة للاستصلاح خلال الفترة القادمة.