اشتعلت المواجهات المسلحة بين القبائل المساندة للسلفيين والحوثيين في محافظة صعدة بعد هدنة تم الاتفاق عليها بموجب لجنة وساطة رأسها الشيخ حسين الأحمر أحد شيوخ قبلة حاشد ونجل الشيخ عبدالله الأحمر. وقالت مصادر قبلية ل “الشرق” إن المواجهات تجددت بعد خرق الحوثيين للهدنة وقيامهم بالهجوم على مسلحي القبائل في منطقة كتاف ليل الجمعة وصباح أمس. وخَرْق الحوثيين للهدنة يأتي بعد يوم واحد فقط من إعلانهم القبول بالحوار الوطني ومشاركتهم في مؤتمر الحوار. وقال الناطق باسم القبائل المساندة لأهل السنة “السلفيين” مهيب الضالعي في بلاغ صحفي إن الحوثيين هاجموا مواقع تحت سيطرة القبائل، وتصدى لهم رجال القبائل وقتلوا منهم 25 شخصاً لازالت جثثهم في سفوح الجبال. وقُتل -حسب الضالعي- أربعة من رجال القبائل وأصيب أربعة آخرون بجروح. ودعا الضالعي لجنة الاتصال التي زارت الحوثيين الخميس ونقلت موافقتهم بشأن الحوار للرئيس هادي بأن لا تثق بالحوثيين ومشاركتهم في الحوار، وأن لا تكرر أخطاء النظام السابق بقضايا صعدة. وقال الضالعي إن الحوثيين نقضوا كل الاتفاقات التي كانت تبرم معهم وهم عشاق دم وموت وليس من وسيلة لإيقاف جبروتهم غير النار حتى يعودوا إلى رشدهم. وفي محافظة حجة قالت مصادر قبلية إن المواجهات بين الحوثيين ورجال القبائل تجددت الجمعة وأمس، وأدت إلى قتلى وإصابات في صفوف الطرفين. وقال شيوخ قبائل محافظة حجة في بيان صحفي إن الحوثيين يمنعون دخول المياه والمواد الغذائية إلى مناطقهم ويقومون باستفزاز القبائل وتفتيش سياراتهم في سايلة وادي مور والمندلة وجبل المقشابة وإن القبائل هبت لفك الحصار المفروض على مناطقهم. ودعت قبائل حجة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إلى مخاطبة أنصاره بالكف عن الاعتداءات التي يقومون بها ضد أبناء محافظة حجة، والقوة والعنف أثبتت فشلها على مدى الفترة الماضية. بدوره، قال رئيس الائتلاف السلفي اليمني الشيخ عبدالعزيز الدبعي: إن أخطر ما يواجه اليمن في الفترة الراهنة هو التمدد الفارسي وتجنيده لمنفذي مخططاته متمثلاً في الكيان الحوثي، وما استنسخه من كيانات في الجنوب. وقال الدبعي إن إيران والحوثيين يسعيان إلى تشكيل قوى عسكرية ضاربة شبيهة بقوة حزب الله اللبناني، ومن ثم السيطرة على اليمن بكامله بقوة السلاح أو عرقلة استقراره، لاسيما وأنه تمكن من السيطرة على صعدة، ويتمدد حالياً إلى حجة حتى يصل إلى غايته للتمركز في ميناء ميدي، ليكون له منفذاً على البحر الأحمر، والحصول على الإمدادات العسكرية الفارسية، وبالتالي يصعب مواجهته وزحزحته عن محافظتي صعدة وحجة. وأضاف أن كل هذا يجري من قبل الحوثيين وغياب الدولة عن كثير من محافظات اليمن، إضافة إلى أن دولاً إقليمية أدارت ظهرها لما يجري، وأغمضت عينيها عن مكمن الخطر.