باستشعار المسؤولية تجاه إرث المحافظة يقف الأخ الأستاذ/ عواد الصبحي وزميلاه في لجنة التراث -وهي لجنة تطوعية بالمناسبة- يقفون للدفاع عما تبقى من تراث مدينة ينبع البحر في المنطقة التراثية، وهي المنطقة التي تكتنز الكثير من الحكايات وسحر البدايات.. لا يملك من يزور المنطقة التراثية المجددة إلا أن يقف احتراماً لكل غيور نافح وجاهد وعمل للإمساك بما تبقى كي لا يضيع كما سبقه تحت تأثير عوامل الإهمال والتعرية والجهل بقيمة المكان الحضارية وأهميته المعرفية.. إن من يقف أمام الجزء الصغير المجدد سيستعيد قصة سوق الليل ومذكرات الرحالة عنه وعن ينبع -شارل ديديه وريتشارد بيرتون وليون روش وبوركهارت وغيرهم من رحالة عرب وغربيين- كانوا يضمنون مذكراتهم انطباعاتهم ومشاهداتهم عن السوق وعن معالم المحافظة، وإنني إذ أشد على يد الزميل الصبحي فإنني آمل منه ومن زميليه العمل على توسيع دائرة المشاركة في اللجنة التطوعية التي سيحفظ التاريخ لأناسها شرف الفكرة وسمو الغاية، وستزداد بريقاً وإفادة للسوق عبر استمرارها وفق آلية تمنحها استحقاقاً رسمياً على ضوء ما قدمته من جهود. ولمن يعنيه الأمر.. إن بقاء المنطقة التراثية (السوق بشكل خاص) دون استثمار أو حركة مستمرة هو دفع بها إلى هاوية الإهمال والتصدع ثانية، فهل من تيسير للإجراءات في هذا الشأن وفق خطة إجرائية تقدمها اللجنة لضمان تشغيل السوق؟ وذلك عبر نشاطات تتناغم مع البعد التاريخي للسوق كأن تخصص لأصحاب الحرف اليدوية، كما يمكن تصميم جزء خاص للأكلات الشعبية؛ ليظهر بالشكل الذي يجعله أحد المعالم الحضارية والسياحية البارزة والمستديمة للمحافظة، ذلك ما نتمناه.