أبدى عدد من المنتجين التلفزيونيين المحليين تفاؤلهم بقرار مجلس الوزراء بتحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة، مؤكدين أن القرار سيعطي مرونة أكبر للعمل، وسقف حرية عاليا في التعاطي مع المسلسلات التلفزيونية. وتمنى المنتجون أن يتم مكافأة المتميزين، ومحاسبة المقصرين من المنتجين، مؤكدين ضرورة تجديد دماء العاملين في هذا المجال، لتحقق الهيئة أهداف القرار. وأوضحوا أن القضاء على المناطقية في التعميد والمساواة بين المنتجين والمخرجين، من أولويات مطالبهم، مع أهمية إعطاء أولوية للمنتج المبدع. ولفت المنتجون إلى أن القرار سيسهم بشكل كبير في عودة المنتجين والممثلين والمخرجين السعوديين، الذين هجروا التليفزيون السعودي، متوجهين لمحطات خليجية وعربية منافسة. وأكد رئيس جمعية المنتجين السعوديين محمد الغامدي، أهمية التحويل، شريطة أن يتم تطبيق الأنظمة على الجميع، مشيراً إلى أن الهدف من القرار هو تحرير التلفزيون والإذاعة من قيود البيروقراطية إلى مساحات أكبر من الحرية والإبداع. وطالب الغامدي بضرورة أن يتم محاسبة المخطئ ومكافأة المبدع، بدلاً من النظام الحالي الذي يقيد المنتج، مشيراً إلى هناك تسلطا من خارج التلفزيون يؤثر على قرارات التعميد، ولافتاً إلى أن استقلال الإذاعة والتلفزيون في هيئة سيمنح المنتجين والمخرجين مساحات أكبر للإبداع والارتقاء بالموضوعات المطروحة درامياً. وتمنى المنتج الفنان محمد حمزة أن يتحسن وضع التعاميد في التلفزيون بعد تحويله، مشيراً إلى أن هناك مشكلة في توزيع التعاميد، وذلك بمنحها لبعض المنتجين في منطقة معينة، متسائلاً: لماذا لا يتم توزيع التعاميد بين مناطق الرياض والغربية والشرقية؟ ووجه حمزة رسالة للإدارة التي ستتولى زمام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بأهمية النظر في توزيع التعاميد، وضرورة رفع سقف الحرية. وأكد المخرج والمنتج عامر الحمود أن الأهم في القرار أن تكون الإدارة العامة للهيئة متوافقة مع القرار، مشيراً إلى أنه إذا تولت الإدارة الحالية للتلفزيون إدارة الهيئة فلن يتغير شيء، مشدداً على أن الأولوية في الهيئة هو تولي كادر إداري يفكر بطريقة عصرية. ووصف الحمود النظام الحالي في التلفزيون بأنه «نظام تعميد الشرهات»، مشيراً إلى أن بعض المسلسلات المعمدة لا تستحق المبالغ المعطاة إليها. وقال إن المبدع ليس له مكان في التلفزيون، لافتاً إلى أن المبدع عندما يريد التقدم بعمل، يدخل في منافسه مع تلاميذه من الممثلين الذين تحولوا للإنتاج، مشيراً إلى أن التعميد قائم على مبدأ «الأقربون أولى بالتعميد». وأبدى الحمود حسرته على واقع التعميد في التليفزيون بقوله «للأسف الشديد تصلنا عروض من قنوات عربية وخليجية لتقديم مسلسلات سعودية على شاشاتها، في وقت لا نجد لنا أي تقدير في تلفزيون بلدنا»، مبيناً أن تحول التليفزيون إلى هيئة سيساهم في عودة المنتجين والمخرجين المهاجرين لقنوات خليجية وعربية للتليفزيون السعودي. وأفاد الحمود أن تهافت القنوات الخليجية والعربية على المخرج والمنتج السعودي، دليل على أنه مبدع فيما يقدمه من مادة، خاصة أن ما يقدمونه يزيد من الإعلانات على هذه القنوات، في وقت كان أولى أن يكون التلفزيون السعودي هو الأجدر بهذه الأموال. وأكد أن القنوات الخليجية الأخرى تشعرك بأنها شريكة معك في النجاح والفشل، وهو ما يعزز علاقتك بهذه القنوات، بعكس التليفزيون المحلي، الذي لم يعمّد لي أي عمل منذ مسلسل «صياحه»، الذي حققت به ثلاث جوائز للتليفزيون السعودي في إنجاز غير مسبوق، «فهل هذه مكافأة المبدع؟». وتمنى الحمود أن يشمل القرار تجديد الدماء في التليفزيون، وقال «كفانا غربة في قنوات غير سعودية وقناة بلدنا أولى بنا»، مؤكداً أن التلفزيون السعودي قادر في حال تحوله لهيئة منافسة أكبر القنوات العربية، فنحن نملك ثروة فنية، وعلى رأسهم النجمان ناصر القصبي وعبدالله السدحان، ومن الظلم التفريط بهذه الثروات، مبدياً تفاؤله بالقرار لدفع التليفزيون السعودي نحو الاحترافية. محمد حمز عامر الحمود محمد الغامدي