سمعت عن مشكلات كثيرة تعصف بالمجتمع السعودي، وتابعت كثيرا من قضايا الوظائف والعاطلين وحافز والقروض ودور الأيتام ودور العجزة وأزمات الشعير والإسمنت والرز، ولكن لم أسمع ولم أتوقع أن مقاولي السعودية يتعرضون للحصار البيروقراطي المفجع. حضرت كواليس اجتماع اللجنة الوطنية للمقاولين وكنت أتوقع أن هؤلاء هوامير مشروعات السعودية بوجود أسماء لها (شنة ورنة)، ولم أتوقع أن لديهم هموم وعوائق تشيب الرأس، هل يعقل إن مشروعاتنا العملاقة التي تكلف المليارات تعيش تحت ضغط البيروقراطية ؟ وهل يعقل أن أزمات الإسمنت توقف نمو هذه المشروعات تماما وتشل حركتها عنوة في وضح النهار؟ المهندس سعد مرفاع كان في قمة الذكاء وهو يستغل المصادفة الجميلة ففيما كان المقاولون يتحدثون عن همومهم في قاعة الاجتماعات كان ممثلو شركات الإسمنت في قاعة أخرى مجاورة لذا أتت الفكرة وليدة لحظاتها من ابن مرفاع حيث جمع الطرفين على مائدة حوار مشترك، ووصل الحوار إلى طرق مسدودة لأن الجرس غير موجود من أصله ولو كان موجودا لسألنا بكل شجاعة... من يعلق الجرس؟ لا توجد مرجعية للمقاولين الذين بحت أصواتهم وهم يبحثون عن حلول لأزماتهم إلى درجة أن أي مقاول لا يستطيع الحصول على كمية الإسمنت من أي شركة سعودية وكل شركة ترميه على الأخرى بحجة عدم وجوده في نطاقها التسويقي! فهد الحمادي رئيس اللجنة أدار ورش العمل ثم الاجتماع بحرفية عالية، وغاب الإعلام السعودي عن أهم ورقة تنموية تعاني من نزيف حاد وشلل في الأطراف و حرب علنية للمقاولين السعوديين.. غدا نكمل الطبخة!