لا أعرف تركي الدخيل شخصياً وأقسم أنه لا يعرفني لكني أحب هذا الرجل وأرفع له قبعتي احتراماً رغم أنه لا قبعة لي. من مثل تركي يفكر باستضافة شباب (كاجول) في برنامجه الذي يستضيف فيه (عتاولة) الفكر والسياسة والفن؟ ويكسر (برستيج) المألوف؟ لن يفعل ذلك سوى تركي.. وبالطبع مثله جريدة الشرق التي قرأت وجه العالم مبكراً واستقطبت للكتابة شباباً كانوا سينتظرون طويلاً ليفسح لهم (دهاقنة) الصحف مساحات للكتابة. فهد البتيري.. عبد العزيز الشعلان.. عمر حسين بدر صالح.. وغيرهم من أبطال الكوميديا الساخرة أو ما يعرف (بالكوميديا الارتجالية) هم أحد أهم أدوات تشكيل وعي وثقافة الجيل حتى وإن لم يُعترف بهم في ظل ثقافة تمجيد الأكبر حتى وإن لم يعد لديه ما يقدم. برامج (اليوتيوب) الكوميدية مثل.. على الطاير.. مسامير.. لا يكثر.. وإيش اللي. خمسون برنامجاً غيرها صنعها الشباب وحدهم عندما وجدوا من لا يستمع لهم، ولأنهم صادقون فإن مشاهدة حلقاتهم تتجاوز وبأرقام فلكية تلك البرامج (الجوراسية) التي يصرف عليها الملايين ولا يشاهدها أحد. هؤلاء الشباب الواعي الرصين المتزن الذي تنظر لهم بعض الجهات على أنهم شباب (صيَّع) هم خريجو أعرق الجامعات ويتحدثون أكثر من لغة.. وصنعوا وعيهم دون وصاية.. وقد شاهدتم مع تركي وهم يتحدثون بوعي أكبر وثقة أكثر وحب لبلادهم لا يماثله حب. وهم لا ينتظرون العون من أحد ولا يراهنون على أحد سوى أنفسهم.. فقط يريدون مساحة الحرية التي اجترحوها بوعيهم ومواهبهم.. وهم يعرفون أهدافهم تماماً. تركي الدخيل شكراً، جريدة الشرق شكراً، أيضاً أيها الكبار امنحوا الشباب فرصتهم.. أرجوكم.