تضاربت المعلومات بشأن الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين ال 11. دخلوا الأراضي التركية أم لم يدخلوا؟ قُتلوا أم أنهم لا يزالون أحياء؟ هل باتوا في عهدة الأمن التركي أم لا يزالون في قبضة المسلّحين السوريين؟ أُحجية لم يستطع أي من المسؤولين اللبنانيين حلّها. جميع المعلومات الواردة أعلاه أعلنها مسؤولون سوريون وأتراك ولبنانيون؛ إذن الحقيقة ضائعة. بدأت القصة مع إعلام وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أنَّ المخطوفين اللبنانيين باتوا بأمان على الأراضي التركية. بشارة أعقبها اتصال من رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري يزف الخبر ويُعلن أرسال طائرته الخاصة إلى مطار هاتاي العسكري في الإسكندرون في تركيا لجلب الرهائن المحرّرين. ترافق ذلك مع خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله حيث أعلن فيه شكره لجميع الجهات التي ساهمت في إطلاق الرهائن، وأرفقها بإنذار للخاطفين بعدم انتهاج هذه السياسة مستقبلًا لأنها تُسيء إليهم وإلى القضية التي يناضلون من أجلها.وبدأ اللبنانيون بالتوافد إلى مطار بيروت لاستقبال المحررين العائدين، رافقهم سياسيون لبنانيون ليبدأ العد العكسي، مرّت ساعات لكن أحداً لم يصل، صعد وزير الداخلية اللبناني مروان شربل ليُعلن أنَّ إجراءات لوجيستية أخّرت الموعد، لم يمر على إعلان شربل نصف ساعة، حتى نقلت إحدى الوسائل الإعلامية عن مسؤول في المجلس الوطني السوري قوله إنَّ الرهائن اللبنانيين لا يزالون بين أيدي المسلحين السوريين ولم يدخلوا الأراضي التركية بعد. كلام المسؤول في المجلس الوطني أحدث هرجاً ومرجاً على المستويين الرسمي والشعبي، بدأ المواطنون بإحراق الإطارات وقطعوا عدداً من الشوارع فيما لم يجد السياسيون ما يهدِّئون به الشارع، صدر بيان عن حزب الله وحركة أمل يدعو المواطنين إلى العودة إلى منازلهم واعداً بأنَّ “المسألة ستُسوّى غداً” (الأمس). فضّ التجمع لتختتم نشرات الأخبار على ما مفاده أنَّ مصير المخطوفين لا يزال مجهولاً. بدأ صباح أمس مع إعلان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن توجهه عصراً إلى تركيا، لكنه ما لبث أن أعلن تأجيله الزيارة. تكثّفت الاتصالات الجارية على أكثر من صعيد، سُرِّب عن الخارجية التركية ما مفاده” أنَّ المختطفين اللبنانيين في وضع صحي جيد لكنهم لم يدخلوا الأراضي التركية”. كذلك أكّد مستشار الرئيس التركي إرشاد هرموزلو أنَّ لا معلومات مؤكدة حتى الساعة عن مكان اللبنانيين المخطوفين في سوريا. وأضاف قائلاً: “لا معلومات حول دخولهم إلى الأراضي التركية أو أية معلومات على طبيعة أوضاعهم حالياً، نافياً أن تكون السلطات التركية أبلغت أمس السلطات اللبنانية بأنّ المخطوفين داخل الأراضي التركية”. قابل هذه المعطيات والتسريبات إعلان الأمين العام لحزب “الأحرار السوري” الشيخ إبراهيم الزعبي” أنَّ المخطوفين اللبنانيين عبروا الحدود السورية، وهم بحالة جيدة”. معلومة أخرى أضيفت نسفت ما قبلها: “الاتصالات مع المجموعة التي خطفت اللبنانيين مقطوعة منذ الفجر”. هنا أضيفت معلومة أخرى قلبت المعادلة: “لقد قتل المخطتفين اللبنانيين أثناء عبورهم إلى الحدود التركية في إطلاق نار بين عناصر من الجيش النظامي وأخرى من الجيش السوري الحر”. الطاسة ضائعة والحقيقة لا بد أن تكون واحدة من عشرات الحقائق المذكورة أعلاه. مصير المخطوفين اللبنانيين لا يزال مجهولاً حتى إشعار آخر، والساعات أو الأيام المقبلة وحدها كفيلة بكشف ما خفي حيال عملية الخطف ومصير الرهائن اللبنانيين.