يمثل احتمال أن يخلف أحمد شفيق حسني مبارك في رئاسة مصر كابوسا للثوار والإسلاميين على حد سواء لكن من يخشون التغيير من المصريين يعتبرونه صمام أمان. وشفيق الذي كان آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك ولم يشغل المنصب سوى فترة قصيرة شخصية عسكرية مثيرة للجدل وقد يخوض جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التي تجري الشهر القادم ضد مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي وفقا لإحصاء الجماعة. ويعبر صعود شفيق المتأخر عن قلق كثير من المصريين بشأن تراجع القانون والنظام والنزاعات السياسية التي يشوبها العنف في كثير من الأحيان، التي اتسمت بها فترة انتقالية يديرها الجيش منذ أطاحت انتفاضة شعبية بمبارك في 11 فبراير 2011 .كما أن هذا الصعود يرجع أيضا إلى خوف بين الأقلية المسيحية التي تمثل 10 % من سكان مصر من تنامي نفوذ الإسلاميين. ويصعب تحديد إلى أي مدى اعتمد شفيق على شبكات الحزب الوطني الديموقراطي المنحل الذي كان يتزعمه مبارك أو على نفوذ الجيش الذي ينتمي إليه. وسعى البرلمان الذي تهيمن عليه جماعة الإخوان وإسلاميون آخرون عانوا القمع في عهد مبارك لمنع شفيق من الترشح من خلال قانون يحظر ترشح المسؤولين الكبار بالنظام السابق، لكن اللجنة العليا للانتخابات التي يرأسها قاض كان ضابطا بالجيش قبلت طعنا قدمه شفيق.ولا ينتمي كثير من مؤيدي شفيق إلى الساحة السياسية الساخنة بالقاهرة والمدن الأخرى وإنما ينتمون للريف، حيث مخاوف الناخبين بشأن الأمن والنظام هي الأبرز.وتعهد شفيق بالالتزام بمعاهدة السلام التي وقعت بين مصر وإسرائيل عام 1979 قائلا إنه يرفض تصرفات إسرائيل الحالية لكنه رجل يحترم الاتفاقات السابقة، وأضاف أنه يتمتع بالخبرة العسكرية والسياسية لقيادة مصر نحو عصر ديموقراطي غير أن صلاته بمبارك سببت حالة من الاستقطاب بين الناخبين، وهو يرى أنه يطبق العرف الذي جرى منذ 60 عاما على أن يتم اختيار رئيس مصر من الجيش. وقال شفيق في وقتٍ سابق هذا العام إنه لا يمكن أن يأتي مدني فجأة لا علاقة له ولا علم بالحياة العسكرية ليصبح رئيسا وقائدا أعلى للقوات المسلحة مشيرا إلى أنه قادر على تأمين انتقال سلس للسلطة.وقال شفيق (70 عاما) إن المدنيين ربما يكونون متعجلين ويعتقدون أنه بمجرد انتخاب الرئيس الجديد فإنه سيتحرك بحرية بعيدا عن الجيش لكن هذا لن يكون الوضع.لكن فكرة تولي شفيق الرئاسة تغضب كثيرا من المصريين الذين يعتبرونه واجهة للجيش والحرس القديم لمبارك الذين سيقضون على المكاسب الهشة التي حققتها الانتفاضة. وعبر شفيق صراحة عن إعجابه بمبارك ولم يتراجع عن وصف الرئيس السابق بأنه مثله الأعلى بعد والده في مقابلة صحفية أجريت معه عام 2010 . وحين سئل في مقابلة مع تلفزيون الحياة عن التصريح قال إنه متمسك بهذا الرأي حتى آخر يوم في حياته لسبب هو أن مبارك تمتع بشجاعة كبيرة.