اتفق خبيران اقتصاديان على استقرار أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، واستبعدا احتمالات حدوث زيادات كبيرة في سعر برميل النفط، وتوقع الخبير الاقتصادي رئيس مركز دراسة الجدوى الاقتصادية للاستشارات الدكتور محمد شمس، ألا يتجاوز سعر برميل النفط حدود المائة دولار نتيجة سياسات الترشيد التي تتبعها دول منطقة اليورو. د.محمد شمس وقال إن هناك انخفاضا في الطلب العالمي على البترول نتيجة سياسات الترشيد التي تتبعها دول منطقة اليورو، التي تلاقي اعتراضات وانتقادات من عدة دول كفرنسا واليونان التي هددت بالخروج من منطقة اليورو، أضف إلى ذلك النمو الاقتصادي المنخفض في أمريكا، وكذلك ألمانيا التي لا تتجاوز نسبة النمو الاقتصادي لديها 0.5% حسب تقرير الربع الأول لعام 2012، وإنجلترا التي عاد لها الركود الاقتصادي من جديد، مضيفا أن كل هذا يعني أن الوضع الاقتصادي العالمي لا يشجع على زيادة الطلب ومن ثم ليس من المتوقع حدوث زيادة في أسعار النفط، حتى وإن زادت الاحتياطيات خلال الفترة القادمة. ورجح أن سعر برميل النفط لن يتجاوز حدود المائة دولار، وإن تجاوزه فسيكون بانحراف معياري 5% فقط، مشيرا إلى أن دخول فترة الصيف وزيادة الحاجة إلى استهلاك البنزين لن تؤثر كذلك في أسعار النفط. وأشار شمس إلى أن أسعار النفط في الأسواق العالمية لا تعتمد فقط على العرض والطلب وإنما هناك عوامل أخرى تؤثر في الأسعار مثل أسعار الفائدة والأوضاع الاقتصادية في الدول كالنمو الاقتصادي وخلافه. وقال إن السعودية ستفي بما يتطلبه سوق النفط من إمدادات، لوجود طاقة إنتاجية فائضة حوالي أربعة ملايين برميل في اليوم، وتستطيع المملكة إنتاج ما يقارب 12.5 مليون برميل يوميا، وبالتالي ستتمكن من تغطية النقص في البترول الإيراني، وأي نقص في أي منطقة أخرى في العالم. د. فهدالعيتاني من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور فهد العيتاني، أن الارتفاع في أسعار النفط سيكون طفيفا ومقبولا، مستبعدا عدم حصول ارتفاع كبير يتخطى حاجز ال 140 أو 150، إذ إن الارتفاعات تكون نتيجة قوى العرض والطلب، إلّا أن هناك جهودا ملحوظة على مستوى الدول لمحاولة إبقاء أسعار النفط ثابتة، وأن يكون المعروض كافياً للسوق العالمي.وأضاف أن المتابع لما هو حاصل في سوق النفط يجد أن المملكة أعطت تطمينات للدول الأخرى بشأن إمدادات الطاقة، إذ أكد وزير البترول المهندس علي النعيمي من خلال تصريحاته في أكثر من لقاء أن السعودية قادرة على رفع حجم إنتاجها اليومي لتهدئة الأسواق العالمية، مبينا أن المملكة لديها طاقة إنتاجية فائضة تستطيع من خلالها تعويض أي نقص في أسواق النفط العالمية، أضف إلى ذلك أن أوبك ضخت ما يقارب مليوناً و300 ألف برميل يوميا أي بزيادة عن سقف الإنتاج المستهدف، بناء على ما أوضحه التقرير الشهري لأوبك في شهر أبريل الماضي، وكل هذا في محاولة للتأثير على عدم ارتفاع أسعار النفط.وأشار العيتاني إلى أن أوبك تدرس حاليا رفع مستوى الإنتاج المستهدف بحوالي مليون برميل يوميا وهي خطوة أعتقد أنها ستلعب دورا في خفض أسعار النفط، مضيفا أن المملكة تخزن ما يقارب ثماثين مليون برميل لمواجهة أي تعطل مفاجئ في الإمدادات، كما أن لديها طاقة فائضة ما بين 3 إلى 3.5 مليون برميل، إلّا أنه لا يوجد هناك تأكيد على عدم تأثر أسعار النفط، لوجود مؤثرات أخرى سياسية واقتصادية، إلاّ أن كل ما لدينا الآن يكمن في مواقف المملكة التي أثبتت جدواها، في عدة مواقف، كما حصل عندما كان هناك نقص في النفط من ليبيا، إذ قامت المملكة بضخ كميات إضافية وبالتالي لعبت دورا في المحافظة على استقرار أسعار النفط عالميا.