تخصص دول الخليج مليارات الدولارات لتوسيع وتحديث البنى التحتية لمطاراتها، وهي تتطلع لترسيخ مكانتها كمنصة حيوية للطيران العالمي. وأعلنت السعودية عن عزمها إنفاق ما بين 10 و15 مليار دولار في توسعة وبناء مطارات جديدة قبل العام 2020. ويفترض أن ترتفع القدرة الاستيعابية لمطار الملك خالد الدولي في الرياض من 14 إلى 25 مليون مسافر، فيما سيرفع المبنى الجديد الذي يبنى في مطار جدة بقيمة 7,21 مليار دولار، القدرة الاستيعابية من 17 إلى ثلاثين مليون مسافر سنويا. وتظهر دراسة أن مطارات المنطقة مكتظة، إذ إن دول مجلس التعاون الخليجي تستخدم 115% من القدرة الاستيعابية لمطاراتها، وترتفع هذه النسبة إلى 130% في السعودية. وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مؤسسة مطارات دبي ورئيس شركة طيران الإمارات السريعة النمو، «نحاول أن نلاقي مستويات الطلب ولا نقوم بالإفراط في الإنفاق»، مبررا بذلك المبالغ الضخمة التي تخصصها الإمارة لقطاع الطيران والمطارات. وجدد الشيخ أحمد خلال معرض المطارات في دبي، التأكيد على وجود خطة لإنفاق 7.8 مليار دولار بموجب الخطة الاستراتيجية للمجموعة للعام 2020، وهي يفترض أن ترفع القدرة الاستيعابية لمطار دبي الأكثر إشغالا في الشرق الأوسط من ستين مليون راكب إلى تسعين مليون راكب في العام 2018. ومع احتساب مطار آل مكتوم الدولي في منطقة جبل علي، وهو المطار الذي يفترض أن يصبح الأكبر في العالم عند انتهاء أعمال إنشائه، والذي ما يزال مقتصرا على عمليات الشحن في الوقت الراهن، وستصل القدرة الاستيعابية لمطارات دبي إلى 98.5 مليون راكب في 2020. وفي مدن الخليج الأخرى، يتم توسيع المطارات أو إنشاء مطارات جديدة لتلبية الارتفاع في حركة المسافرين، خصوصا في قطر وفي إمارة أبوظبي. وتظهر الأرقام أن القدرة الاستيعابية لمطارات دبيوأبوظبي والدوحة مجتمعة ستكون بحدود 190 مليون مسافر سنويا في 2015. وتأتي هذه الارتفاعات فيما خفضت المنظمة الدولية للطيران «إياتا» الشهر الماضي توقعاتها لأرباح الطيران في 2012 بسبب ارتفاع أسعار الوقود، نتيجة للتوترات في الخليج، إلا أنها قللت من تأثير أزمة ديون منطقة اليورو. ووحدها الإمارات تتمتع بقدرة استيعابية فائضة بفضل الاستثمارات التي وضعتها إمارة دبي. وتبني قطر مطارا جديدا يبعد حوالى أربعة كيلومترات عن المطار الحالي. والمطار الجديد الذي حددت كلفته ب14,5 مليار دولار يبنى على أرض نصفها مساحات مردومة في البحر، وتبلغ قدرته الاستيعابية 24 مليون مسافر عند افتتاح المرحلة الأولى منه هذه السنة. كما أن الكويت أعلنت أنها ستنفق ستة مليارات دولار على توسيع مطارها لتضاعف قدرته الاستيعابية إلى 13 مليون مسافر في 2016 بحسب مدير الطيران المدني فواز الفرح.