القمّة الأضخم لحلف الناتو منذ تأسيسه قبل 63 عاماً بأمريكا، وقمّة مجموعة الثمانية للدول الصناعية الكبرى في العالم لمناقشة إيجاد بديل للنفط الإيراني، والزيارة المفاجئة ليوكيا أمانو المدير العام للوكالة الذرية إلى طهران، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً ببعضها البعض. ولا يمكن فصلها عن انطلاق مفاوضات بغداد بين كل من إيران ومجموعة الدول 5 1، وما سبقها من مفاوضات فاشلة في فيينا الأسبوع الماضي. وعجْز المفاوضين الإيرانيين عن اتخاذ القرار دون استشارة بيت القيادة التابع لخامنئي، دفع بالمدير العام للوكالة إلى السفر إلى إيران لاستماع الكلمة الإيرانية الأخيرة من شخص المرشد نفسه. وترجّح المصادر أن أمانو يحمل في جعبته مجموعة صور تؤكد وجود مخبر إيراني أجريت فيه تجارب لانفجارات نووية، ويرغب أمانو في الحصول على تفاصيلها. ويتعلق الخيار الأول المطروح أمام إيران، في ضرورة تراجعها أمام شروط مجموعة دول 5 1، وفتح جميع مخابرها ومنشآتها أمام الوكالة الدولية، ويعني ذلك تعريض خامنئي إلى سيل من الأسئلة والانتقادات اللاذعة، خاصة وأنه سلك طريق اللاعودة فيما يتعلق بالملف النووي، وأي تراجع له سيؤدي إلى القضاء على مصداقيته في الحكم، باعتبار أن تمسكه بحق إيران في امتلاك السلاح النووي قد جرّ البلاد إلى كوارث اقتصادية حقيقية. أما الخيار الثاني، فيكمن في تمسكه بموقفه الرافض لشروط الوكالة، ويعني ذلك أن أمانو سيجد نفسه مضطراً لرفع التقرير النهائي لمجموعة الدول الثمانية لإطلاق حزمات جديدة من العقوبات من شأنها شل العجلة الاقتصادية الإيرانية بالكامل، وكذلك قادة حلف شمال الأطلسي الذي أنهى مستلزمات خطته العسكرية لضرب إيران، الأمر الذي يجعل من قادة إيران بين خيارين كلاهما مُر.