في الأربعينيات وصلت بعثة عسكرية أمريكية إلى السعودية لتدريب الجيش السعودي من قبل الجيش الأمريكي، وقد قدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية قرضاً طائلا للسعودية، ووصل أيضا وفد أمريكي متخصص للنصح في الري السعودي، وتحسين واحة الخرج، وفي الأربعينيات أيضا وقعت اتفاقيات دفاعية بين السعودية وأمريكا، وصفقات بيع الأسلحة بين الطرفين.. هل تعتقد عزيزي القارئ أن تلك التضحيات و»السّخْرة» والتسخير فضل أو عمل خيري مثلاً؟! بل إنه المصالح المشتركة يا سادة.. فنحن في حاجة إلى الخبرات والتكنولوجيا، وهم في حاجة إلى النفط. يُذكر أنه في عام 1919 توترت العلاقات الدولية بين أمريكا وبريطانيا حول الدول التي تحتوي مخزونا نفطيا كبيرا وحصل الخلاف على استثمار النفط في العراق! كما لا يذكر أن سبب التنافس والعداوة الأزلية بين البريطانيين والأمريكان هم العرب.. عفوا أقصد النفط عند العرب، تلك الدول لا تبحث إلا عن مصلحتها، خصوصا الاقتصادية، وعلى ذلك تنص السياسة الدولية – أعتقد – على أن «المصلحة أولا» ثم الإنسانية ثم العلاقات الدبلوماسية ثم وثم وثم.. في الحقيقة أضحك كثيرا عندما أتذكر أن حرب القوتين العظميين هي الأراضي العربية. يدعي العرب أن الغرب وأمريكا تستهدفنا فكراً، وتغزوا عقولنا وكأننا العرب «شغلهم الشاغل» وكأنما ليس لديهم سوانا! وقد تركوا كل أبحاثهم وتقدمهم وسياساتهم جانبا وتفرغوا لنا، ( نحن نؤمن جداً بنظرية المؤامرة ونكفر جداً بظاهرة العولمة). الزبدة: لا تعتقد يا عزيزي العربي أن أمريكا تستهدفك وتستهدف عقلك الصغير أو أنها تسعى لأمركتك طال عمرك.